
مع انتهاء ماراثون الثانوية العامة وظهور النتائج، تتجه أنظار عشرات الآلاف من الأسر المصرية نحو باب التظلمات، الذي فتحته وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أمام جميع طلاب الثانوية العامة 2025، سواء من الناجحين أو الراسبين أو من سيخوضون امتحانات الدور الثاني.
التظلم هذا العام يشمل جميع المواد، المضافة وغير المضافة للمجموع، ما يعكس محاولة لإرساء مبدأ الشفافية والعدالة، لكنه في الوقت نفسه يضع الطلاب أمام إجراءات إدارية وفنية صارمة، تتطلب وعيًا ويقظة حتى لا تضيع الفرصة.
خطوات التظلم.. رحلة تبدأ من الدفع وتنتهي بالمراجعة
بحسب ما أعلنته الوزارة، فإن أولى خطوات التظلم تبدأ من الدخول إلى “بوابة تظلمات الثانوية العامة” عبر الإنترنت، ثم التسجيل باستخدام البريد الإلكتروني الموحد الذي استخدمه الطالب أثناء تقديم الاستمارة الإلكترونية للامتحانات.
عقب ذلك، يدفع الطالب رسوم التظلم البالغة 300 جنيه عن كل مادة، من خلال عدة منافذ بنكية معتمدة مثل البريد المصري، فوري، أمان، مصاري، خالص موبايل وغيرها. وبعد سداد الرسوم، يختار الطالب المواد التي يرغب في التظلم منها، ويقوم بحفظ الطلب ومتابعة الموقع الإلكتروني بشكل شبه يومي لمعرفة موعد ومكان الاطلاع على أوراق الإجابة.

الاطلاع على الأوراق.. فرصة أخيرة لاكتشاف الأخطاء
الوزارة شددت على أن الطالب يجب أن يحضر بمفرده أو بصحبة ولي أمره فقط إلى مقر لجنة التظلمات، مع إحضار بطاقة الرقم القومي. يُمنع تمامًا اصطحاب مدرس المادة، لضمان الموضوعية.
أثناء جلسة التظلم، يُمنح الطالب الحق في الاطلاع على صورة كراسة البابل شيت وكراسة الأسئلة المقالية، إلى جانب نموذج الإجابة الرسمي. يتاح للطالب مراجعة التوزيع الدقيق للدرجات، وتدوين ملاحظاته في المكان المخصص لها.
هل يُعيد التظلم حق الطالب؟
في حال اكتشاف خطأ أو وجود درجات غير محسوبة، تتولى لجنة فنية مراجعة الملاحظات. وإذا ثبت بالفعل وجود تعديل في الدرجات، تقوم الوزارة بإخطار الطالب رسميًا، وتعيد له رسوم التظلم. كما يتم اعتماد نتيجة التعديل من قِبل رئيس عام الامتحانات، ثم إرسالها إلى مكتب تنسيق الجامعات لتحديث بيانات الطالب تمهيدًا لتنسيقه الجامعي الجديد.
إن فتح باب التظلمات هو بمثابة شريان أمل، خاصة في ظل الشكوك المتكررة التي يثيرها بعض الطلاب والأهالي حول دقة التصحيح الإلكتروني. ورغم ما أحرزته الوزارة من تقدم في تطبيق نظم التصحيح عبر البابل شيت، إلا أن الضمانة الحقيقية لطمأنة الطلاب تبقى في شفافية الإجراءات وسرعة الاستجابة لأي ملاحظات منطقية.
من المهم كذلك أن يدرك الطلاب أن التظلم ليس مجرد باب للطعن في النتائج بقدر ما هو خطوة علمية لها قواعدها وإجراءاتها، ومن يتعامل معها باستخفاف قد يُحرم من الاستفادة.
وفي النهاية، تبقى التربية والتعليم في موقف مسؤول: إما أن تعزز ثقة الطلاب في النظام، أو تزيد من أوجاعهم النفسية في مرحلة مفصلية من حياتهم.