الإثنين 28 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

في كل مرة يشتد فيها الخطر على فلسطين، ويتصاعد القصف فوق رؤوس الأبرياء في غزة، تطلّ علينا جماعة الإخوان الإرهابية من جحورها، لا لتدعم غزة، بل لتستكمل دورها المعتاد في المتاجرة بالقضايا، وتوظيف الجراح في معركتها العبثية ضد الوطن.
آخر ما خرجوا به علينا، دعوتهم السافرة لمحاصرة السفارات المصرية في الخارج، تحت شعار كاذب عنوانه “دعم غزة”. والحقيقة أن غزة بريئة منكم ومن خطابكم، ومن كل ما تحاولون إلصاقه بها لتبرير عمالتكم، لأن من باع وطنه، لا يمكن أن يشتريه أحد في سوق المزايدات.

تدّعون التضامن مع فلسطين، وتخونون مصر في الوقت ذاته؟ تتحدثون عن المقاومة وأنتم أول من فرّط في الأرض، وهرب من الميدان، وخان الأمانة، وتآمر على الجيش، وسعى لتفكيك الدولة؟ بالله عليكم، كيف نصدّق أن من تنكر لأهله، يمكن أن يكون مخلصًا لفلسطين أو لغيرها؟
إنني كمواطن مصري، وكرجل من رجال الأزهر الشريف، أرفض رفضًا قاطعًا أن تكون مصر، التي لم تبخل يومًا على فلسطين بدم أو دواء أو دعم، هي من توجَّه إليها سهامكم الآن، في لحظة تاريخية وقفت فيها بكل وضوح إلى جانب الشعب الفلسطيني، دون أن ترفع لافتة ولا أن تتوسل مشهدًا.
مصر فتحت مستشفياتها للجرحى، وساهمت في الإعمار، وشاركت سياسيًا ودبلوماسيًا في كل مبادرة، وتحركت بجدّية لوقف العدوان، دون أن تدخل مزاد التصريحات.
أما أنتم، فأنتم أرباب الخطابات الفارغة، وأسياد الشعارات المنفوخة، لا تسعون لنصرة غزة بقدر ما تسعون لإحياء مشروعكم المسموم، حتى لو كان الثمن هو تشويه صورة بلدكم، والتحريض ضد رموزه ومؤسساته.
أن تدعو لمحاصرة سفارات بلدك، فذلك ليس دعمًا لفلسطين، بل إعلان حرب على مصر، واعتداء سافر على السيادة الوطنية. ومن يهاجم سفارة بلاده، لا يمكن أن يُدرج إلا في خانة الخونة، مهما كانت لحيته كثيفة أو شعاراته دينية.
وليعلم الجميع أن القضية الفلسطينية أطهر من أن تُدنّس بأيدي جماعة خانت العهد، وجعلت الدين وسيلةً للوصول، ثم للتمكين، ثم للإفساد في الأرض.
وغزة، التي تُقصف ليلًا ونهارًا، ليست بحاجة إلى منشوراتكم ولا هتافاتكم، بل بحاجة إلى أفعال حقيقية، لا تملك الجماعة منها إلا التوظيف السياسي الرخيص.

وأقولها صراحة: مصر لا تتلقى دروسًا في الوطنية من عُملاء الخارج، ولا في الإنسانية من تجّار الدماء، ولا في الدين من الذين جعلوا منه عباءةً للهرب من القانون والخيانة. مصر كانت وستبقى أكبر من أكاذيبكم، وأقوى من خطاباتكم، وأصدق من كل ما تروجون له.

فعودوا إلى جحوركم… ودعوا غزة في حالها. فهي لا تحتاج خيانة جديدة تضاف إلى رصيدكم الثقيل.

 

تم نسخ الرابط