لا تعود سيقتلوك .. الرجل الذي كان يهرب من الذئاب كي لا تفترسه، كان يفكر بخوف حتى أنه كان يهرب بخوف، فينظر للخلف تارة وإلى الأمام تارة، فلو أنه ظل يركض إلى الأمام ما سقط، وما كان فريسة لتلك الذئاب.
لا تعود سيقتلوك!
وأتذكر قول مولانا شمس الدين التبريزي، لما قال، "جاهد ألا تلتفت إلى الوراء، فالمرء على قدر حنينه يهان"، فمن يحاصره الماضي فهو قاتله لا محالة، ولكن ربما يبقى الجسد وتفنى الروح.
لذلك لا تنظر أبدا إلى الوراء لا تلتفت أبدا إلى الماضي، للأفكار، للأحلام، حتى الوعود لا، فلا شيء سيمنحك فرصة النجاة، لذلك عندما تهرب، اتخذ قبلتك وامضي سريعا.
هذه المعاناة نعيشها جميعا، فنحن نتناقش سويا، اسمع لي، ربما تحمل هلوستي شيئا ما يغير من الأمر، فإن لم تجد نفسك ارحل، وابحث دائما عن اللذين يملأون حياتك بالأمل، يقتلون في يومك الملل، يسخرون لك أياديهم لكي تستكين راحتك، ويهدأ قلبك، أولائك من يستحقون أن تكون هنا، هنا حيث تجد نفسك، وإلا فشد الرحال، فالرحلة لم تنتهي بعد إلا إذا انتهيت انت.
ولكن لابد لي أن أخبرك أن الرحلة صعبة والطريق طويل، لكنه طريقنا، إما أن نمضي أو نظل حيارى في المنتصف، لا نسير للأمام، ولا نعرف طريق العودة، فنظل هنا حتى يمضي العمر، أو يمضي فينا!.