صفقة الصواريخ الأمريكية لمصر، خبراء: البنتاجون يعتبر القاهرة شريكا لا استغناء عنه

استمرارًا لحرصها على تعزيز التعاون الاستراتيجي لمكانة مصر التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت واشنطن عن منح القاهرة صفقة صواريخ قيمتها 5 مليارات دولار، في خطوة جادة لتوطيد العلاقات بين البلدين.
واشنطن تمنح مصر صفقة صواريخ بـ 5 مليارات دولار
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، مساء يوم الخميس، عن موافقة وزارة الخارجية، على صفقة بيع لمنظومة صواريخ متقدمة للدفاع الجوي إلى مصر، بقيمة تقدر بنحو 4.67 مليار دولار.
تتضمن صفقة التسليح توريد منظومة صواريخ "ناسامز" NASAMS المتقدمة، وأنظمة الدعم اللوجيستي، بالإضافة إلى برامج تدريب وصيانة لتعزيز قدرات مصر الدفاعية.
تأتي تلك الصفقة التي أعلنت عنها استمرارًا للتعاون المثمر بين واشنطن والقاهرة، وسبق وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير الماضي، عن بيع صفقة أسلحة متطورة، لـ القاهرة، تصل قيمتها نحو مليار دولار، تشمل معدات وأنظمة رادارات للمراقبة الجوية والسطحية.

ويؤكد الخبير العسكري، اللواء نصر سالم، أن صفقة الصواريخ الأميركية الجديدة إلى مصر، هي تأكيد على مدى التعاون الاستراتيجي بين البلدين، موضحًا إن واشنطن تريد التأكيد على قوة علاقاتها مع القاهرة، خصوصًا بعد الحديث عن تعاون مصري صيني في مجال التسليح.
وأشار اللواء نصر سالم إلى أن "سياسة الدفاع المصرية، تقوم على تنوع وتعدد مصادر التسليح، حتى لا تكون رهن أي ضغط سياسي من أي دولة خارجية".

وأضاف الخبير الاستراتيجي إن "القاهرة تحتفظ بشراكات في هذا الصدد مع أميركا وأيضا دول أخرى مثل روسيا والصين ودول أوروبية مثل فرنسا، بجانب التصنيع المحلي"، مشددًا على أهمية الصفقة، مع استمرار تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، في ضوء اضطرابات تشهدها المنطقة.

سبق أن حذرت تقارير إسرائيلية، من تطور التعاون العسكري الصيني - المصري، بعد التدريب جوي مشترك باسم "نسور الحضارة"، هو الأول من نوعه خلال أبريل الماضي، بإحدى القواعد الجوية المصرية، وشاركت فيها طائرات مقاتلة صينية متقدمة.
ويشير اللواء دكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إلى أن الصفقة التسليح الجديدة تعكس أهمية الشراكة العسكرية بين مصر والولايات المتحدة، مضيفًا أن وزارة الدفاع الأمريكية تنظر إلى القاهرة كونها شريكًا عسكريًا واستراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه.
وأضاف مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن العلاقات الثنائية والتعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن "ثابت وحاضر، ولا يختلف بتغير سياسات الإدارات الأمريكية".

وأكد الحلبي على أن هناك ملفات تعاون مشتركة على الصعيد العسكري، منها تدريبات (النجم الساطع)، والمشاركة في قوة المهام المشتركة "153" المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر.
ومناورات "النجم الساطع" عبارة عن تدريبات عسكرية متعددة الجنسيات، تقام بشكل دوري في مصر، بالتعاون مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي.

وأضاف حلبي أن تطور التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، لا يعني تغيُّراً في المواقف المصرية في بعض الملفات التي تتباين فيها رؤى البلدين، مؤكدًا على أن "ثوابت السياسة الخارجية المصرية لا تتغير وواضحة تجاه التطورات التي تشهدها المنطقة، لا سيما الأوضاع في قطاع غزة، ورفض أي دعوات للتهجير".

كانت واشنطن قد علقت خلال السنوات القليلة الماضية، نحو 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد ربطها باشتراطات تتعلق بملف حقوق الإنسان.
اقرأ أيضًا:
نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 محافظة الجيزة، احصل عليها الان برقم الجلوس
احصل عليها الأن بالرقم القومي، نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 محافظة القاهرة
وفي سبتمبر الماضي، قررت الولايات المتحدة الأمريكية عدم تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، لتحصل القاهرة على كامل قيمتها، البالغة 1.3 مليار دولار.