
وسط ضجيج الحياة وضباب التحديات، تشرق من قرية “ميت بدر حلاوة” التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية قصة نجاح ملهمة، أبطالها شابان مصريان نقشا اسميهما بحروف من ذهب في سجل الرياضة العالمية. هما رامي عبدالفتاح حسن، البطل العالمي المتوج 4 مرات متتالية، وشقيقه حسام عبدالفتاح حسن، بطل أوروبا والعالم في الكاراتيه التقليدي، اللذان أثبتا للعالم أن الطموح إذا اقترن بالإرادة، يصنع المجد.
رامي، بطل الأبطال، لم يكتفِ برفع علم مصر في مناسبة واحدة، بل حقق إنجازًا استثنائيًا بفوزه ببطولات العالم أربع مرات على التوالي، في دول حملت أسماؤها أوزان الذهب: سلوفينيا، البرازيل، إيطاليا، البرتغال، وأوزبكستان. أما حسام، فقد سار على نفس الدرب، ليحصد ألقاب أوروبا والعالم أيضًا، في بطولات أقيمت في سلوفينيا، إيطاليا، والبرتغال، متوجًا مسيرة حافلة بالميداليات والانتصارات.
وراء هذا النجاح الباهر يقف الأب: الكابتن عبدالفتاح حسن، المدرب العام لمنتخب مصر للكاراتيه التقليدي، والحكم الدولي المصنف “Class A” في الكاتا والكومتيه، والذي قدم طوال 10 سنوات متتالية أبطالًا بلا منازع، بتقديرات “ممتاز” و”جيد جدًا”، كرمز للتفاني والإصرار على صناعة الفارق في الرياضة المصرية.
البطلان يمثلان اليوم منتخب مصر وأكاديمية “Waza” والمتميز للأنشطة الرياضية، ليثبتا أن القرى المصرية ما زالت تنجب من يصنعون التاريخ. لقد حصدا البطولات من الجمهورية إلى إفريقيا، ومن أوروبا إلى العالمية، ويمضيان الآن في مشروع وطني نبيل، يتمثل في إعداد جيل واعد من أبناء الجالية المصرية في باريس، لضمهم إلى هذه النخبة الذهبية، سواء من الداخل أو الخارج.
قصة رامي وحسام ليست مجرد حكاية تفوق رياضي، بل نموذج يُحتذى في الإصرار والانتماء، ورسالة ملهمة لكل شاب مصري: أن النجاح لا يعترف بالمكان، بل بالاجتهاد والعزيمة. فتحية فخر واعتزاز لهذين البطلين، وللأب القدوة الذي غرس في أبنائه حب الوطن وسلّمهم مفاتيح المجد.













