وأنا اطلع على حواديت السوشيال ميديا "التافهة"، واتصفح حوادث الطرق اليومية، انتابني شعور بالقيء المعرفي عندما علمت من مصادر غير موثوق منها، بأن هناك ظاهرة ترندية "من الترند"، قد صالت وجالت في أروقة وسائل "التباغض" الاجتماعي، للخوض في الحديث عن نجاح إحدى البلوجر الشهيرة في شهادة "الثانوية العايمة"، والتي "طفحت" على وش الفتّة بعد شتمها لوالدها وسبهّا لمن دافع عنه عبر مقاطع الفيديو أو رسائل البريد -الصندوق اللي جنب سنترال رمسيس "الله يرحمه"- أو تغريدات المُغرمين صبابّة في نفخ خدود الطالبة المزاجية.
الترند الذي سطى على أوائل الثانوية العامة، واعتزام الوزارة تكريمهم اليوم، عجّل بعدة تساؤلات أبرزها: هل يسوق الترند الرأي العام في التفاهات ويهمش القيمة؟، أم أن الطالبة البلوجر الفنانة "الغلبانة" كما وصفتها إحدى الممثلات "اللي بتاكل عيش فينو" تستحق كل هذه الحفاوة لحصولها على مجموع 50%؟، "مما يستدعي أن نلغي مكتب التنسيق".
وحتى لا يتهمني القارئ أو المتابع لقلمي الساخر، بأنني اتهكم على إحدى معالم السوشيال ميديا الجديدة، أو انني أحمل في قلبي ذرة حقدٍ ناحية هؤلاء المشاهير "الفستك" على شاكلة "كبس كبس" أو "مداهم وكزبرة بتوع التوابل الشقيّة، وأم خالد وأم جاسر -كلهم أمهات ماشاء الله-، وأم مكة -بتاعت الفسيخ- وأبو الفصاد بتاع أعياد الميلاد"، فأنا أعلنها هنا عبر تلك السطور: "ياريت حد يتوسطلي عند اللا فنانة علشان اتعيّن عندها "متحدث رسمي باسم سوزي القردنية" -بالقاف- لأن ذات المصادر التي منحتني المعلومات في أول سطر أكدت لي أنها ليست أردنية –من الأردن الشقيق- بل من -القُردن-، وهي مسقط رأس "أصحاب المواهب المدفونة".. اللهم لا تدفنا معهم.
محمد حسين الجداوي
عضو نقابة الصحفيين - عضو اتحاد الكتاب
كاتب ساخر