الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

المرآة التي حطّمت نرجسيًا.. حكايات مثيرة على مواقع التواصل

النرجسي
النرجسي

ببطئ بدأت طريق الانتشار تلك الصفحات المهتمة بتناول الأفكار والنقاشات حول السلامة النفسية للفرد المعاصر. ومن أهم الموضوعات لتي تتناولها، هي العلاقة مع الشخص أو الشخصية النرجسية. وفي أحيان كثيرة تشهد هذه الصفحات قصص واعترافات شخصية مثيرة. من هذه القصص تلك التي حملت عنوان (المرأة التي حطمت نرجسيا). والتي قال فيها كاتبها مصطفى الحسيني السطور التالية: 

لم تكن ليلى تعرف حين ابتسم لها ذلك الغريب في أول لقاء، أن تلك اللحظة ستكون بداية سقوطها في هاوية مظلمة، وأنها ستضيع في دهاليز لعبة لم تكن تعرف حتى أنها بدأت.

كان آدم كل ما يمكن لفتاة حالمة أن تتمناه: مثقف، لبق، واثق، حاضر دائمًا بكلمة تسحر وبنظرة تخطف. أغدق عليها باهتمامٍ لم تعهده، وجعلها تشعر وكأنها الوحيدة في هذا العالم.

لكن ما لم تره ليلى في البداية، هو أن هذا الاهتمام لم يكن حبًا… بل طُعماً.

كان نرجسيًا بارعًا، يملك من التلاعب ما يجعل الضحية تشك في نفسها، وتفقد ملامح ذاتها.

بدأ ببطء يفرّغها من قناعاتها، يسخر من أفكارها، يزرع فيها شعور الذنب، ويعيد تشكيل مفاهيمها حتى غدت انعكاسًا لرؤيته المشوهة.

قال لها مرة:

"أنتِ ضعيفة، لكني أحب هذا الضعف."

وفي أخرى:

"أنا من أعطاكِ قيمة، لولاي لما التفت إليكِ أحد."

لم تكن تعرف أنها تنزف… حتى جاء الخنجر الأخير.

خيانته.

صدمة لم تُفقِدها عقلها… بل ردّت لها روحها.

رأته فجأة على حقيقته: رجل فارغ يتضخم على أنقاض الآخرين، صورة مزيّفة من الكبرياء المسموم، لم يحب أحدًا إلا ذاته.

عرفت أنه لم يرَ فيها يومًا إنسانة، بل لعبة… أداة تغذّي وهمه.

تركت كل شيء وراءها، بدأت تعالج شروخها واحدةً تلو الأخرى.

عادت تحبّ صوتها، ملامحها، وحدتها، وأحلامها التي دفنها بجانبه.

لكنه لم يتركها.

عاد يحاول، يبتسم بذات الابتسامة القديمة، بكلماتٍ تعرفها جيدًا:

"أنتِ من أريد، لا أحد يفهمني سواك."

لكنها الآن تفهم.

تفهم أن عودته ليست حبًا، بل فخًا جديدًا، ليكسرها مرة أخرى ويشعر بالانتصار.

فأغلقت الباب في وجهه، بوجه بارد لا يعرفه، ونظرة لا تحتوي أي شوق.

قالت له أخيرًا:

"أنا لست المرأة التي عرفتها، أنا المرآة التي كسرتك."

وفي تلك اللحظة، تحطمت صورته الزائفة أمامها… وأمام نفسه.

خرجت من حياته، شامخة، حرة، أقوى من كل ما أراد لها أن تكون.

لم تنتصر عليه فقط… بل انتصرت لنفسها.

تم نسخ الرابط