من قلب روما إلى ضفاف النيل، يسافر الإيطاليون إلى مصر ليس فقط بحثًا عن مشاهد خلابة، بل عن تجربة فريدة لحضارة يمكن لمسها في كل زاوية، وسماع أصدائها في جدران المعابد، وقراءة أسرارها المحفورة على جدران الأهرامات. إن عشق الإيطاليين لمصر يتجاوز حدود السياحة التقليدية، ليتحول إلى شغف دائم باستكشاف هذا البلد الذي يشبه المتحف المفتوح، حيث تتنفس الأساطير القديمة وسط أجواء عصرية مليئة بالحيوية.
تُعدّ مصر بالنسبة للكثير من الإيطاليين أكثر من مجرد وجهة شتوية دافئة أو ملاذ بحري، بل هي بوابة إلى التاريخ الإنساني، ومتحف طبيعي يمتد من الجيزة إلى الأقصر وأسوان، ومن شواطئ البحر الأحمر في الغردقة وشرم الشيخ إلى الواحات والصحارى التي تأسر العقول.
أكثر من 430 ألف سائح إيطالي زاروا مصر في عام 2023، وفقًا لبيانات وزارة السياحة، بزيادة تُقدّر بنحو 40% مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تعافي القطاع السياحي واستمرار جاذبية الوجهة المصرية في أعين الأوروبيين، خصوصًا الإيطاليين الذين احتلوا المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الجنسيات الأوروبية زيارة لمصر.
ومن بين الوجهات الأكثر جذبًا لهم:
• شرم الشيخ: حيث المياه الفيروزية والشعاب المرجانية الخلابة، ومغامرات الغوص والسنوركلينغ التي تُعدّ من الأفضل عالميًا.
• الأقصر وأسوان: حيث يحلّق السائح في عصور الفراعنة، متنقلاً بين معابد الكرنك ووادي الملوك ومعبد فيلة.
• القاهرة: ليست فقط بعراقة الأهرامات وأبو الهول والمتحف المصري، بل بروحها النابضة بالحياة والأسواق الشعبية التي تعكس عبق الشرق وسحره.
يقول أحد السياح الإيطاليين في مقابلة صحفية: “كلما زرت مصر أشعر أنني أعود إلى أصل الإنسان، حيث بدأت الحضارة، حيث الفن والعمارة والروحانية تجتمع في لوحة لا تتكرر”. ويضيف آخر: “مصر هي المكان الوحيد الذي يمكنني فيه الجمع بين الاسترخاء على الشاطئ، والانبهار بالتاريخ، والتواصل مع شعب دافئ وكريم”.
وفي الوقت الذي تبحث فيه دول أخرى عن هوية سياحية، تظل مصر وجهة متكاملة بطبيعتها وثقافتها وشعبها، وتبقى في وجدان الإيطاليين حلمًا لا يزول، وحبًا لا يخبو، وتجربة لا تُنسى.
شيرين صفوت - إيطاليا