الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

رصاص الاحتلال يحول
رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

تعجز شاحنات المساعدات عن الدخول ويواجه السكان الجوع وفوضى توزيع الغذاء، وفي ظل هذا التعجيز ومع تزايد التحذيرات من مجاعة وشيكة، سجلت منظمات الأمم المتحدة مقتل نحو 800 شخص قرب نقاط توزيع المساعدات منذ مايو، فيما ترفض منظمات دولية التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية وتطالب بإعادة تفعيل آلية توزيع الأمم المتحدة.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

ويواجه سكان القطاع نقصا حادا في السلع الأساسية، في ظل استمرار الحرب على غزة لأكثر من 21 شهرا، في حين تصطدم جهود إدخال المساعدات بعقبات كبيرة.

وتشير وكالات الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية إلى أن العقبات تعود بشكل رئيسي إلى القيود الإسرائيلية والتحديات الأمنية، بالإضافة إلى اعتماد آلية توزيع مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل تسببت في تهميش النظام الإنساني السابق.

وتتهم إسرائيل المنظمات الدولية بعدم الكفاءة، وتؤكد أن النظام القديم الذي كانت تديره الأمم المتحدة أتاح لعناصر حماس الاستيلاء على شحنات المساعدات الإنسانية، وأطلقت أكثر من مئة منظمة إغاثية وحقوقية تحذيرات هذا الأسبوع من خطر المجاعة المنتشر في غزة.

مؤسسة غزة الإنسانية

ويذكر أن انطلقت عمليات مؤسسة غزة الإنسانية في 26 مايو، بعد فترة حصار مشدد استمر لأكثر من شهرين ومنع خلالها دخول أي مساعدات للقطاع، وتحولت المؤسسة إلى القناة الأساسية لتوزيع الغذاء لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، لكن مواقع توزيع المساعدات القليلة التابعة لها باتت مسرحاً للفوضى وسقوط قتلى بشكل متكرر خلال أعمال عنف متفرقة.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

ومن جانبها ترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التعاون مع المؤسسة بسبب الشكوك المرتبطة بحيادها ومصادر تمويلها.

وتقول أروى ديمون الرئيسة المؤسِسِة لمنظمة "الشبكة الدولية للإعانة والإغاثة والمساعدة" (INARA) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا وتقدم دعما طبيا ونفسيا للأطفال، أن مؤسسة غزة الإنسانية ليست منظمة إنسانية، فلا يمكن توزيع المساعدات في مناطق دمرت بالكامل وخضعت للعسكرة.

وتضيف ديمون أن مواقع توزيع المؤسسة موجودة ضمن محورين عسكريين في جنوب ووسط غزة، بدلا من توزيعها في أنحاء القطاع كافة.

ويقتصر عدد نقاط التوزيع على أربع فقط وسط تدفق الحشود الكبيرة مع كل عملية توزيع، ما يؤدي إلى تكرر سقوط ضحايا بإطلاق نار في محيط هذه المواقع.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد قتلت القوات الإسرائيلية نحو 800 فلسطيني من الذين ينتظرون المساعدات قرب نقاط مؤسسة غزة الإنسانية منذ مايو، وحسب قناة الجزيرة مباشر فقد استشهد 4 اليوم 25 يوليو أثناء تلقي المساعدات الإنسانية على يد رصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جانبها تصر إسرائيل على رفض إعادة تفعيل آلية الأمم المتحدة السابقة لتوزيع المساعدات، مشددة على أن حماس تقوم بنهب الشاحنات وبيعها بدلاً من توزيعها على المحتاجين.

إسرائيل تعرقل تسليم المساعدات برفضها التعاون مع المنظمات غير الحكومية

وتلفت المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني إلى تكدس كميات ضخمة من المساعدات خارج غزة بانتظار الحصول على تصاريح من الجيش الإسرائيلي للسماح بدخولها، أما داخل القطاع، فلا بد من التنسيق مع الجيش في ظل استمرار الاشتباكات والغارات الجوية.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وتشير ديمون إلى أن إسرائيل تعرقل تسليم المساعدات برفضها التعاون مع المنظمات غير الحكومية لإيجاد ممرات آمنة في مناطق القتال، مضيفة أن الحصول على موافقة لهذا التنسيق يشكل تحدياً كبيراً، حسب تصريحاتها لوكالة الأنباء الفرنسية، مضيفة أن إسرائيل لا تُبدي رغبة في فتح ممرات إنسانية آمنة تتيح نقل المساعدات بشكلٍ مضمون.

وعلى جانب آخر كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن وجود آلاف الشاحنات في دول مجاورة ما زالت تنتظر إذن الدخول إلى غزة، بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية ذلك منذ مارس.

مواجهة الموت من أجل الخبز

تقوم السلطات الإسرائيلية بتفتيش كافة الشحنات التي تدخل إلى القطاع، فيما تؤكد وحدة "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع أنه لا يوجد سقف لعدد شاحنات المساعدات الإنسانية المسموح دخولها.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وقد أعلنت "كوغات" الخميس عن تفريغ نحو 70 شاحنة أغذية عند نقاط العبور، بينما تسلمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أكثر من 150 شاحنة من الجانب الغزي، ولا تزال أكثر من 800 شاحنة بانتظار استلامها، فيما عرض الجيش الإسرائيلي صوراً على الإنترنت تظهر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات متوقفة داخل غزة دون توزيع.

من جانبها، ترفض وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية اتهامات إسرائيل بالعجز عن توزيع المساعدات، وتؤكد أنها نجحت بذلك سابقاً، خصوصاً خلال الهدنة الأخيرة التي انتهت في مارس، وحسب الفلسطينيين يوضحون أنهم يواجهون الموت يوميًا من أجل الحصول على كيس طحين يمكنهم من صنع خبز لإطعام أولادهم وأنهم مستعدون لمواجهة الموت من أجل إطعام أولادهم.

شهداء المجاعة في غزة وتحذيرات الصحة العالمية من زيادة الوفيات

وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن المجاعة آخذة في التفاقم بكل أنحاء القطاع، مؤكدا أن 116 فلسطينيا استشهدوا بسبب المجاعة وسوء التغذية في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء، محذرا مما اعتبرها روايات زائفة عن دخول مساعدات، وذبك حسب بيان أصدره المكتب الإعلامي.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

كسر الحصار ورفع القيود المفروض على غزة

وطالب المكتب الفلسطيني بضرورة كسر الحصار المفروض على غزة فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية وعلى رأسها حليب الأطفال، لنحو مليونين ونصف مليون شخص محاصر، وذلك في خضم إعلان مستشفى الشفاء بمدينة غزة وفاة طفلة نتيجة الجوع وسوء التغذية، وسبق ذلك إعلان المستشفى وفاة فلسطينيين اثنين، أحدهما يعاني من مرض السكري.

وبدورها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن إسرائيل تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وأضافت أمنستي أن معاناة الجائعين في غزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني الآن، وذلك حسب بيان لها.

وقالت أيضا إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدات دون قيود وبشكل آمن.

تفاقم المجاعة

وقالت حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية إن منظمة العفو الدولية تخشى من زيادة كبيرة جدا في الوفيات بسبب المجاعة في غزة، مؤكدة أنه لم يدخل إلى قطاع غزة سوى القليل جدا من المساعدات.

وأضافت بلخي المسؤولة الأممية أنه لا يوجد مستشفى يعمل بشكل كامل في قطاع غزة، كما أن هناك خشية حقيقية على حياة الطواقم الطبية في غزة بسبب المجاعة، مضيفة أن "20% من الحوامل في غزة يواجهون المجاعة، بينما يعاني الأطفال في القطاع بشكل كبير جدا بسبب المجاعة.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وأكدت حنان بلخي أن الوضع في غزة كارثي وقرابة 2.1 مليون من سكانه يواجهون المجاعة، مشددة على ضرورة أن يكون هناك عمل دؤوب لإنهاء هذه الحرب وفتح المعابر فورا.

كما أفادت منظمة "أوكسفام" بارتفاع نسبة الأمراض المنقولة عن طريق المياه بين سكان غزة بنحو 150%، مضيفة أن الظروف التي يجبر الفلسطينيون في غزة على العيش فيها خلفت بيئة خصبة لانتشار الأمراض.

أكثر من 39 ألف طفل فقد كل منهم أحد والديه

وفي سياق آخر، كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في القطاع الفلسطيني المنكوب أن أكثر من 39 ألف طفل فقد كلٌّ منهم أحد والديه، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أوضح التقرير أن 17 ألف طفل فقدوا كِلا الوالدين، في حين استُشهد 18 ألف طفل منذ بداية الحرب.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

ويعيش أطفالٌ كثيرون أوضاعاً غير مستقرة، في ظل غياب الرعاية الأسرية وتفاقم المجاعة والتراجع الحاد في الخدمات التعليمية والصحية، ويعج مستشفى الأطفال بمجمع ناصر الطبي (جنوب القطاع) بعشرات الأطفال الذين يواجهون الموت بسبب سوء التغذية وغياب الحليب الصناعي الذي يعتبر الغذاء الوحيد لمن هم دون الـ6 أشهر.

ويمثل غياب حليب الأطفال من النوعين الأول والثاني معضلة لمن هم دون الـ6 أشهر، حيث لم تعد بالقطاع علبة حليب واحدة وإن وجدت فإنها منتهية الصلاحية غالبا ويصل ثمنها إلى 150 دولارا، وفق ما أكده الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي بخان يونس، في مقابلة مع الجزيرة.

ويحاول مجمع ناصر إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأطفال الذين وصلوا إليه من خلال ما يتوافر له من كميات حليب قليلة جدا وفرها متبرعون ومنظمات دولية، في حين تبحث العائلات في الخارج عن بدائل أخرى مثل المياه واليانسون والبابونغ.

أعلنت اللجنة الدولية للإنقاذ عن فزعها من التقارير التي تتحدث عن موت الأطفال جوعا في غزة، وقالت إن الحصار هو السبب في ذلك.

وحول ضحايا الأطفال ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة حتى الأن بلغ 19 ألف طفل

أعلن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر وحتى الأن، وصل 19 ألف طفل.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية نقلا عن مصادر بمستشفيات غزة إن 51 فلسطينيا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، بينهم 12 من طالبي المساعدات، فيما أعلنت، مصادر طبية فلسطينية بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,587 شهيد، و143,498 مصاب.

رصاص الاحتلال يحول دون تلقي المساعدات الأساسية لأطفال غزة

وفى بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس، قالت: إن من بين الحصيلة 8,447 شهيد، و31,457 مصاب، منذ 18 مارس الماضي، أى منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات بلغ 23 شهيدًا وأكثر من 68 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالى شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,083 شهيد وأكثر من 7,275 إصابة.

تم نسخ الرابط