الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أمريكا اللاتينية «كابوس» إسرائيلي، كولومبيا تحاصر الاحتلال بالتعدين

مناجم الفحم في كولومبيا
مناجم الفحم في كولومبيا

في خطوة غير مسبوقة هزت قطاع التعدين العالمي، هدد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بتعديل عقد امتياز شركة جلينكور لتصدير الفحم إلى إسرائيل من جانب واحد، وأصدر أمرًا بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة باعتراض أي سفينة تحمل فحمًا وتتجه نحو إسرائيل. 

الرئيس الكولومبي: اعتراض أي سفينة تحمل فحما وتتجه نحو إسرائيل

وأكد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنه أصدر أمرًا باعتراض أي سفينة تحمل فحمًا وتتجه نحو إسرائيل. 

يُبرز هذا النزاع التداخل المتزايد بين حوكمة الموارد، والاعتبارات الجيوسياسية، والمسؤولية الاجتماعية للشركات في المشهد العالمي المعقد اليوم، بسبب الإبادة الجماعية في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي.

جوستافو بيترو

المرسوم الرئاسي لإدارة الرئيس جوستافو بيترو

أصدرت إدارة الرئيس جوستافو بيترو مرسومًا بتعليق صادرات الفحم إلى إسرائيل، مُشيرةً إلى مخاوف إنسانية بشأن العمليات العسكرية في غزة. 

يُمثل هذا الإجراء التنفيذي تحولًا جذريًا في نهج كولومبيا في إدارة الموارد، مُحوّلةً صادرات الفحم من معاملات تجارية بحتة إلى أدوات للسياسة الخارجية.

مناجم الفحم في كولومبيا

يُرسي هذا المرسوم، الذي دخل حيز التنفيذ في منتصف عام 2025، قيودًا قانونية على شحن الفحم الكولومبي إلى إسرائيل، مستخدمًا موارد البلاد الطبيعية كأداة ضغط في العلاقات الدولية. 

الفحم الكولومبي

العلاقات الكولومبية الإسرائيلية

يُمثل تعليق الصادرات تدهورًا ملحوظًا في العلاقات الكولومبية الإسرائيلية، التي اتسمت تاريخيًا بالتعاون في مجالات تشمل الدفاع والزراعة والتكنولوجيا، حيث وصل إنتاج سيريجون إلى 19 مليون طن متري بحلول عام 2024.

ويتماشى هذا التحول مع إعادة تموضع الرئيس بيترو الأوسع نطاقًا في السياسة الخارجية الكولومبية منذ توليه منصبه.

لم تُعلّق وزارة الخارجية الإسرائيلية فورًا على إعلان تعليق التصدير، لكن مصادر دبلوماسية تُشير إلى أن هذا الإجراء سيُحفّز على الأرجح على إعادة تقييم التعاون الثنائي في قطاعات مُتعددة. 

الكيان الصهيوني

وقد أدّت فترات التوتر السابقة بين البلدين إلى تقليص التعاون في مجالاتٍ منها:

  • المعدات العسكرية وبرامج التدريب
  • نقل التكنولوجيا الزراعية
  • التعاون في مجال الأمن السيبراني
  • مبادرات إدارة المياه

وتمتد التداعيات الدبلوماسية إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية لتشمل التأثير المحتمل على مكانة كولومبيا داخل المنظمات الإقليمية والدولية التي يشارك فيها البلدان.

التهديدات والإنذارات الرئاسية

ازداد الوضع سوءًا عندما أعلن الرئيس بيترو، في منتدى الطاقة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، قائلاً: "أنا مستعد لتغيير عقد الامتياز من جانب واحد" إذا واصلت شركة جلينكور شحن الفحم إلى إسرائيل. 

وقد أشار هذا التصريح الاستثنائي إلى استعداد الإدارة للتدخل المباشر في اتفاقيات الأعمال القائمة عندما تتعارض مع أهداف السياسة الخارجية للحكومة.

الاستجابة الدولية والتوافق بعد موقف كولومبيا يضعها ضمن مجموعة صغيرة نسبيًا من الدول التي تتخذ إجراءات اقتصادية ملموسة بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. 

يعكس هذا الموقف جهود الرئيس بيترو لترسيخ مكانة كولومبيا كصوت أكثر استقلالية في الشؤون الدولية، وخاصةً في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والجنوب العالمي.

وقد أثار تعليق الصادرات ردود فعل دولية متباينة:

  • الدعم من الدول التي تنتقد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية بشكل مماثل
  • القلق من جانب الحلفاء التقليديين بشأن سابقة استخدام صادرات الموارد كوسيلة ضغط سياسية
  • مراقبة حذرة من جانب الدول الأخرى المصدرة للموارد والتي تراقب الفعالية.
  • تقدير هادئ من الممثلين والمؤيدين الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا:

في اتصال بين عبدالعاطي وروبيو، مصر وأمريكا يضعان الرتوش الأخيرة لاتفاق غزة

الخارجية البريطانية لإسرائيل: الوضع المتدهور في قطاع غزة لا يمكن تبريره

بلغ متوسط حجم التجارة الثنائية بين كولومبيا وإسرائيل حوالي 500 مليون دولار أمريكي سنويًا خلال الفترة 2020-2024، وصادرات كولومبيا من المنتجات الزراعية والفحم والقهوة، وتعليق صادرات الفحم أهم إجراء اقتصادي اتخذته كولومبيا بشأن الصراع في غزة.

تم نسخ الرابط