الجمعة 25 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لماذا تستهدف إسرائيل سوريا؟ تساؤل مطروح مع ما يجري في المنطقة من تطورات توالت مع استمرار إسرائيل في قصف سوريا.

ولقد قالها الجيش الإسرائيلي صراحة بأن استهدافه للقوات السورية في مدينة السويداء ينبع من أن هذه القوات تُشكّل تهديدًا لإسرائيل. 

وبادر "يسرائيل كاتس" وزير الدفاع الإسرائيلي، فدعا الحكومة السورية إلى عدم استهداف الدروز، وهو الذريعة التي اتخذتها إسرائيل مبررًا للتدخل وقصف أهداف حساسة في سوريا. 

وهكذا حولت إسرائيل مدينة السويداء لتكون البوابة التي تدلف منها للتدخل في الشأن السوري، وجرى ذلك في إطار تطور نوعي يُعيد تعريف قواعد الاشتباك الإقليمية.

وهنا نتساءل: هل باتت إسرائيل ترى في الجنوب السوري ساحة نفوذ مباشرة؟ وهل تحولت السويداء لتكون بوابة لتشكيل تدويل جديد تحت مسمى حماية الأقليات؟ لقد بدأ التصعيد الإسرائيلي بسلسلة من الغارات استهدفت مواقع عسكرية في درعا وريف دمشق، قبل أن تصل نيرانها إلى قلب السويداء، المدينة التي تمثل عمقًا روحيًا واجتماعيًا للطائفة الدرزية في سوريا. 

وزاد الأمر وطأة عندما بادر وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" وصرح قائلًا: (زمن الرسائل في دمشق انتهى)، وتوعّد بتوجيه ضربات مؤلمة.

لقد تعقّد المشهد أكثر وأكثر مع عبور عدد من الشباب الدروز من الجولان إلى الداخل السوري، في ظاهرة لم يمنع الجيش الإسرائيلي القيام بها، بل على العكس بدا متساهلًا تجاهها.

وقد يُفهم من وراء هذا التساهل رسالة مزدوجة، ترتكز على أنها تمثل دعمًا ضمنيًا لتحرك درزي بتجاوز الحدود، كما تمثل استثمارًا في لحظة انقسام داخل الطائفة نفسها، بين الولاء للدولة السورية والارتباط المدني بالمؤسسة الإسرائيلية التي تذرعت في تدخلها بالأقليات، واعتبرت التدخل واجبًا أخلاقيًا ضد ما تسميه "مجازر غير مسبوقة" ضد الأقليات في سوريا، والتي حددتها لتشمل العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز.

ولا شك أن الكيان الصهيوني يتذرع بالطابع الإنساني الذي يدّعي أنه هو الذي أملى عليه التدخل إنقاذًا للأقليات، والأخذ بيدهم، والوقوف معهم ضد أي تنمر أو استهداف. 

ولكن هذا لا يُغيب العامل الرئيسي الذي دفع بإسرائيل إلى إحكام هذا التدخل. فالهدف الرئيسي وراء التدخل الإسرائيلي هو إحكام السيطرة على العمق الأمني في الجولان، وإعادة توجيه هوية الطائفة الدرزية في الداخل الإسرائيلي نحو الارتباط الأمني والسياسي بإسرائيل.

ولا شك أن سقوط نظام الأسد قد فتح الطريق أمام الكيان الصهيوني لتوسيع نفوذه في الجنوب السوري، ليظل التدخل الإسرائيلي مدفوعًا بأمرين:

الأول هو تأمين الحدود الشمالية، إذ تتخوف إسرائيل من فراغ السلطة في الجنوب السوري، وترى في ذلك تهديدًا لها، لا سيما مع تشكيل ميليشيات مناهضة لها على حدودها الشمالية. 

ولهذا يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ هجمات موسعة تستهدف البنية التحتية للجيش السوري.

السبب الثاني وراء تدخل إسرائيل هو دعم قيام نظام فيدرالي في سوريا، وحصول مختلف الأقليات على الحكم الذاتي في نظام فيدرالي، وهو ما يسعى إليه الأكراد والدروز، وبذلك تكون سوريا المقسّمة عبر الطوائف والعرقيات هي السبيل الذي يكفل لإسرائيل الاحتفاظ بالهيمنة في المنطقة.

سناء السعيد

 

تم نسخ الرابط