الجمعة 25 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

يمر لبنان اليوم بمرحلة دقيقة وحساسة، إذ يجد نفسه أمام استحقاقات داخلية وضغوط خارجية، وسط انقسام سياسي حاد، وتحديات تهدد بنيته الوطنية ومكانته الحضارية في المنطقة.

ورطة السلاح والدولة الضعيفة

يُعد موضوع سلاح حزب الله من أكثر القضايا تعقيدًا في المشهد اللبناني. من حيث المبدأ، يُفترض أن يكون السلاح في يد الدولة وحدها، لكن واقع الحال يوضح أن الدولة اللبنانية تعاني من ضعف عميق، نتيجة انقسامات طائفية وسياسية متجذرة. 

وفي هذا السياق، ظهر حزب الله كقوة مقاومة للكيان الصهيوني، بدعم إيراني مباشر، وتمكن من صد العدوان الإسرائيلي وفرض معادلة ردع.

أطراف تريد تفكيك المقاومة

بعض الأطراف اللبنانية – ومن خلفها قوى خارجية – تسعى لتفكيك حزب الله، وتسليم سلاحه، تمهيدًا لمسار تطبيعي مع الكيان الإسرائيلي، متجاهلة حقيقة أن لبنان كان ولا يزال ساحة للمشاريع الصهيونية، التي غزت بيروت والجنوب أكثر من مرة، وارتكبت مجازر لا تُنسى.

طوفان الأقصى والتطورات الإقليمية

منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، تغيّر المشهد الإقليمي. إسرائيل باتت تسعى لإضعاف حزب الله، مع العمل على إسقاط النظام السوري، والتلويح بعدوان على إيران. هذا يضع لبنان في زاوية حرجة، بين ضغوط أمريكية متزايدة، تلويح بالعقوبات، واحتمالات عدوان إسرائيلي جديد لا محالة.

تسليم السلاح = تصفية الحساب

إن تسليم حزب الله لسلاحه دون ضمانات وطنية شاملة سيُعرضه لتصفية الحسابات، من اغتيالات سياسية وعدوان مفتوح، وفق أجندة صهيونية معلنة. فالمخططات التي استهدفت سوريا والعراق واليمن، لن تتوقف عند حدود لبنان، إنما تسعى لاقتلاع كل روافد المقاومة في المنطقة.

نداء وطني للبنانيين

لبنان لا ينقصه الخير، لكنه بحاجة إلى لبنانيين حقيقيين، وطنيين، ينهون خلافاتهم، وينبذون تبعيتهم للخارج. فالتدخلات الإقليمية والدولية عطّلت مسيرة لبنان، وشلّت مؤسساته، وهددت نسيجه الوطني. 

ولعلّ السبيل الوحيد لإنقاذ البلد يكمن في:

تجاوز الطائفية وبناء دولة المواطنة.

كتابة دستور جديد يضمن حقوق جميع اللبنانيين.

تحرير القرار اللبناني من الارتهان للخارج.

التكاتف لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.


حزب الله والحكمة السياسية

لا أحد ينكر أن حزب الله دافع عن لبنان والمنطقة، ورفع لواء المقاومة. وهو، بحكمته المعهودة، قدّم مصالح لبنان مرات عديدة، وضبط النفس في أوقات الشدة. بعد العدوان الصهيوني الأخير، اختار التهدئة، دعمًا لمسار انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، رغم قدرة الحزب على التصعيد العسكري. وهذا يحسب له ويدل على نضج سياسي ووطني.

الحل لبناني – لبناني

الحل في لبنان يجب أن يكون لبنانيًا خالصًا، بعيدًا عن الوصايات، وبمشاركة كل الفرقاء. المصالحة الوطنية، والتخلي عن لغة التخوين، وفتح صفحة جديدة من التفاهم والحوار، هو ما يحتاجه لبنان اليوم.

ليس من باب التدخل، بل من منطلق الوفاء، نتحدث عن لبنان الذي وقف دومًا مع القضية الفلسطينية، وكان ملجأً للأحرار، ومنبرًا للقضايا العربية. لبنان الذي أعطى الكثير، يستحق اليوم أن يُعطى فرصة جديدة للنهضة.

فلننتظر عودة لبنان الحضاري، لبنان الإنسان، لبنان القادر على العطاء، كما عهدناه.
وليس أمام اللبنانيين سوى توحيد صفوفهم، ونبذ خلافاتهم، من أجل موقف وطني يواجه التحديات القادمة. 

تم نسخ الرابط