الأربعاء 23 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ليس الدعاء مجرد كلمات تُرفع إلى السماء، ولا طقوسًا تُردد على عجل، إنه اتصال روحي عميق بين العبد وربه، لا يُستجاب بقوة الصوت، بل بقوة اليقين.

فالدعاء الذي يلامس أبواب السماء حقًا، هو ذاك الذي ينبع من أعماق القلب، مصحوبًا بإيمان لا يتزعزع أن الله يسمع ويرى ويقدر، وأنه – وحده – القادر على أن يبدل الحال، ولو كان الأمر في عرف البشر مستحيلًا.

اليقين بالله ليس رفاهية روحية، بل هو شرط أساسي لتحقق الإجابة، أن تدعو وأنت مؤمن أن الله قادر، هو ما يجعل الدعاء عبادةً لا تنفصل عن النتائج. 

ولعل هذا المعنى العميق هو ما أشار إليه جوزيف ميرفي في كتابه الشهير "قوة عقلك الباطن – The Power of Your Subconscious Mind" حين قال إن حياتنا ليست سوى انعكاس لما نعتقده في أعماقنا، وإن قوة خفية ترسم ملامح واقعنا كل يوم.

هذه القوة التي تحدث عنها ميرفي ليست سوى يقينك الداخلي، إيمانك بأن الله يراك ويسير أمورك، وأن كل ما تمر به – من محن ومصاعب – هو مقدّر لهدف أعظم مما تتصور.

حين تقتنع داخليًا أنك لست عاجزًا، وأنك قوي بالله، وأنك قادر على تجاوز الألم والمرض والعقبات، فأنت بذلك تُفعّل في داخلك قوانين الحياة التي سنّها الله لعباده: التوكل، الصبر، التفاؤل، والسعي.

فما تردده لنفسك ليس مجرد كلام، بل هو برمجة عقلية وروحية تشكل وعيك، وتحدد مسارك. إذا ظللت تردد لنفسك "أنا فاشل"، "أنا ضعيف"، فإن عقلك سيصدق، وروحك ستذبل، وخطواتك ستتراجع. أما إذا قلت: "أنا قادر"، "الله معي"، "سأتجاوز"، فإنك بذلك تُعيد توجيه مسارك نحو نور النجاح.

ابتعد عن أجواء الإحباط، وكن قريبًا من أصحاب الطاقات الإيجابية. تخلَّ عن مصاحبة المثبطين، أولئك الذين لا يرون إلا الظلام وابحث عمّن يذكّرك بنعمة الله في كل موقف، ويدفعك للأمام بكلمة أمل أو نظرة حب.

درّب نفسك كل يوم أن ترى جمال الله في كل ما حولك. في الصباح، في ضوء الشمس، في بسمة طفل، في نسمة هواء، في شفاء بعد مرض. سلّم أمورك لله، وقل "يا رب" بطمأنينة مَن يعرف أن الأمر كله بيده.

ولا تنسَ أن تقول في كل صباح:

"اللهم لا تجعل للحزن مكانًا في قلوبنا، واملأ أيامنا برضاك، وساعاتنا بقربك، وخطواتنا بتوفيقك."

حين تمتلك هذا اليقين، لن يكون هناك ما يسمى بالمستحيل. فقط قل "يا رب" من قلبك، ثم امضِ واثقًا أن الطريق مفتوح لمن أيقن أن الله لا يغلق بابًا إلا ليفتح ألفًا غيره.

أشرف الليثي

تم نسخ الرابط