الإثنين 21 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تحليل زمني ومكاني يكشف تورط الدروز في مجزرة مستشفى السويداء (فيديو)

مجزرة مستشفى السويداء
مجزرة مستشفى السويداء من المتهم الدروز أم قوات الشرع؟

الدروز أم قوات الأمن السورية، من ارتكب مجزرة مستشفى السويداء؟، شهدت المعارك التي وقعت بين الدروز وقوات الأمن السورية في مدينة السويداء جنوب سوريا، وقوع العديد من القتلى، بينما شهد مستشفى المدينة مجزرة راح ضحيتها العشرات، والسؤال الذي يطرح نفسه، من ارتكب تلك المجزرة؟

من ارتكب مجزرة مستشفى السويداء.. الدروز أم قوات الأمن السورية؟ 

وهل كانت قوات الأمن السورية مرتكبة مجزرة مستشفى السويداء، أم كان الدروز هم من وراء تلك الجريمة؟ وهل كان القتلى من مدنيين الدروز فقط؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه من خلال التقرير التالي، لمنصة إيكاد. 

أسئلة تُجيب عنها إيكاد (وهي منصة تحقيقات عربية تعتمد على استخبارات المصادر المفتوح) عبر تحليل زمني ومكاني تتبعت فيه لحظة بلحظة تطورات الأوضاع المرتبطة بما حدث في المستشفى الوطني بالسويداء.

في 16 يوليو، شهد المستشفى الوطني بمحافظة السويداء مجزرة تزامنًا مع المواجهات العسكرية بين قوات الأمن السورية والفصائل المسلحة التابعة لـ "حكمت الهجري".

السويداء السورية

وقبل البدء في تتبع الأحداث وكشف التفاصيل، حددنا أولًا موقع المستشفى على الخريطة، وتحققنا من صحة المقاطع المتداولة تزامنًا مع المجزرة، وبالفعل تبيّن أنها التُقطت أمام بوابة مستشفى السويداء وفي محيطها.

بدأت عملية تتبع تطور الأحداث المرتبطة بالمستشفى من 15 يوليو، أي قبل المجزرة بيوم، وتحديدًا عند الساعة 17:06 مساءً بتوقيت سوريا، حيث انتشر مقطع فيديو لمقاتلين دروز تحدثوا فيه عن سيطرتهم على أحياء عديدة من محافظة السويداء. 

مستشفى السويداء

وتحدث المقاتلين الدروز عن محاصرة عدد كبير من قوات الأمن السوري داخل مشفى السويداء الوطني، وذكر أحد المقاتلين الدروز أنهم يتوجهون "للدهس على قوات الأمن" حسب وصفه.

وبتحليل المعالم الجغرافية مثل اللوحة الإعلانية المكتوب عليها الزاوية الخضراء، وجدنا أن المقطع التُقط على بُعد نحو 220 مترًا عن المستشفى.

وفي الساعة 18:37 مساءً من اليوم نفسه، نشرت صفحة الإعلامي "وحيد يزبك" فيديو يتحدث فيه أحد المقاتلين الدروز عن تحريرهم المدينة، حيث تبيّن أن الفيديو التُقط أمام الفندق السياحي في السويداء على بُعد نحو 1.4 كم عن المستشفى.

مجزرة مستشفى السويداء

وبعدها بأقل من ساعة، نشرت صفحة أخبار السويداء فيديو آخر لاستيلاء عناصر درزية على مبنى قيادة شرطة محافظة السويداء الواقع قُرب الفندق.

حيث يبعد المركز 2 كم فقط من المستشفى، أي ما يستغرق 5 دقائق بالسيارة أو 20 دقيقة سيرًا على الأقدام.

وباستمرار عملية التتبع لما حدث في 15 يوليو، كشفت التقارير وجود مقطعًا آخر نشره مقاتل درزي يدعى "مأمون عدوان" الساعة 19.53 مساءً من أمام مستشفى السويداء.

الدروز

وبالتحليل تبيّن أن اللافتة البيضاء التي ظهرت كان مكتوبًا عليها "مدخل قسم التوليد من الباب الجنوبي"، أي أنه كان بالفعل أمام المستشفى.

ومع نهاية يوم15 يوليو، كان المقاتلون الدروز سيطروا على شارع المستشفى الوطني من الفندق السياحي، ومركز الشرطة شمالًا، وحتى محل الزاوية الخضراء جنوبًا الواقع على بُعد 220 متر من المستشفى.

شيوخ الدروز

كما تبين أن عناصر الفصائل الدرزية، تحدثوا في المقاطع التي وثقوها عن محاصرتهم قوات الأمن العام داخل المستشفى الوطني، وأنهم في طريقهم للقضاء عليهم، فإن كان كذلك ما حدث قبل المجزرة بيوم، فما الذي حدث في يوم المجزرة 16 يوليو؟

بتتبع الأحداث في 16 يوليو، وجد فيديو نشرته صفحة المحور السوري 24، حوالي الساعة 12:20 ظهرًا، ذكرت أنه لهجوم من الفصائل الدرزية باتجاه المستشفى الوطني داخل السويداء.

مجزرة مدينة السويداء السورية

وبعدها بنحو ساعتين خرج "مروان كيوان" أحد شيوخ الدروز في السويداء، في لقاء مع الإعلامي "سمير متيني"، وصف خلاله قوات الأمن العام السورية بـ "الإرهابيين ودواعش البغدادي".

وخلال الحوار أشار "مروان كيوان" أحد شيوخ الدروز في السويداء، إلى أن المقاتلين تمكنوا من القضاء على رجال الأمن الذين تحصنوا داخل المستشفى.

وفي يوم 16 يوليو نفسه، تحديدًا في الساعة 15:14عصرًا عقب لقاء "كيوان"، بدأت تنتشر مناشدات طارئة من قلب المشفى.

وتزامن ذلك مع معلومات من وزارة الدفاع السورية نقلتها وكالة الأنباء السورية "سانا" قبل المجزرة، تشير إلى تمركز مجموعات مسلحة في المستشفى الوطني في السويداء واستخدامها كمنصة للهجمات والقنص على القوات السورية الحكومية.

كما ركزت وزارة الدفاع السورية الدعوات لتحييد المستشفى والسماح للكوادر الطبية بالدخول، حيث تم رصد مقطعًا آخر نشر في 16 يوليو، يوثق محاولة قوات الأمن السورية مهاجمة المستشفى لإخراج المسلحين منه.

وبعد الساعة الرابعة عصرًا من ذات اليوم بدأت حسابات سورية تتحدث عن سيطرة القوات الحكومية على المستشفى وملاحقة الفصائل التابعة للهجري.

وعقب ذلك، وتحديدًا في الساعة 19:42 مساءً من يوم 16 يوليو، بدأ تداول مقطع الجثث والمجزرة التي حدثت في المستشفى، وظهرت صور لعناصر يرتدون ملابس الأمن السورية والجيش، حيث أكدت وزارة الصحة السورية، العثور على عشرات الجثث لعناصر من الأمن العام والمدنيين.

قائمة بمجزرة مستشفى السويداء

وتشير الأدلة التي تتبعتها وحللتها إيكاد زمانيًا، إلى أن الفصائل الدرزية حاصرت المستشفى التي كانت تضم -بحسب تصريحاتهم- عناصر من الجيش والأمن العام، ثم بعد ذلك سيطروا عليه، مع اعترافات منهم بالقضاء على العناصر فيه.

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث في السويداء الآن ؟، تصريحات نارية لوزير الإعلام السوري

ماذا يحدث في السويداء الآن ؟، جهود دولية لوقف إطلاق النار

وفي الساعات اللاحقة سيطرت الحكومة السورية على المستشفى، وبعدها كُشف النقاب عن المجازر والجثث فيه التي ظهر بينها مدنيون وعناصر من الأمن السوري والجيش.

تم نسخ الرابط