حركة حسم الإرهابية تعود إلى الواجهة مجددًا مع كل محاولة لتفجير استقرار الدولة المصرية.
هذه الحركة، التي تُعد الذراع المسلحة الأخطر لجماعة الإخوان المسلمين، لم تكن يومًا إلا أداة للتخريب والتفجير وسفك الدماء، مستهدفة رجال الجيش والشرطة والقضاء وحتى الأبرياء من المدنيين، تنفيذًا لأجندة فوضوية تتستر بالدين وتخدم مصالح خارجية معادية للدولة المصرية.
في أعقاب ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الجماعة، لجأت قيادات الإخوان إلى التحريض العلني على العنف، ومن رحم هذا الخطاب المتطرف خرجت كيانات مسلحة، كان أبرزها "حسم" التي أعلنت عن نفسها عام 2016، وارتكبت منذ ذلك الحين عشرات العمليات الإرهابية التي هزّت أمن البلاد.
نشأة حركة حسم الإرهابية لم تكن مصادفة، بل جاءت نتيجة تخطيط ممنهج داخل التنظيم الدولي للإخوان، حيث تم تجنيد عدد من شباب الجماعة وتدريبهم على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف مفاصل الدولة، خاصة القيادات الأمنية والقضائية، بهدف بث الرعب وإرباك المشهد السياسي المصري.
وتشير التحقيقات الأمنية إلى أن تمويل الحركة لم يكن محليًا فقط، بل كانت هناك شبكات إخوانية في الخارج، خصوصًا في تركيا وقطر، توفر الدعم المالي واللوجستي وتُشرف على غرف عمليات التخطيط، وهو ما أكدته اعترافات عدد من العناصر الإرهابية التي تم القبض عليها.

من أبرز عمليات حركة حسم الإرهابية محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز، ومحاولة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة، وتفجيرات استهدفت كمائن أمنية بمحافظات القاهرة والجيزة والمنوفية، بالإضافة إلى استهداف رجال الشرطة بعبوات ناسفة وزرع المتفجرات في الطرق العامة.
وقد كشفت وزارة الداخلية في بيانات رسمية تفاصيل خطيرة عن بنية الحركة، مؤكدة أنها تعتمد على الخلايا العنقودية والتشفير الإلكتروني في التواصل، فضلًا عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي في التجنيد والدعاية، وذلك ضمن استراتيجية إعلامية تحاكي أساليب تنظيم داعش من حيث التأثير والتجنيد عن بعد.
التصنيف الدولي لحركة حسم الإرهابية لم يكن بطيئًا، فقد أدرجتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على قوائم الإرهاب، باعتبارها منظمة خطيرة تهدد أمن واستقرار الدول، وترتبط تنظيمًا وتمويلًا بجماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى لإعادة إنتاج العنف تحت غطاء المظلومية السياسية.
وفي ظل ما تواجهه مصر من تحديات أمنية، تبقى يقظة الأجهزة المعنية، ووعي المجتمع، وتكاتف مؤسسات الدولة، هي الحصن الحصين ضد عودة مثل هذه الجماعات التي تتغذى على الفوضى وتروج للكراهية وتدّعي ظلماً الحديث باسم الدين.
د. حماد الرمحي