الإثنين 21 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حب آل البيت عبادة قلبية ووصية نبوية ومبدأ راسخ في وجدان كل مسلم يؤمن بكتاب الله وسنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. 

مكانتهم لا تُنال بالشعارات، ولا تُختزل في طقوس موسمية، بل هي جزء من العقيدة، وعنوان للمودة والوفاء والاتباع الصحيح.

القرآن الكريم أرسى هذا الأساس العظيم بقوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى" (الشورى: 23).

وهي آية محكمة، تُلزم المؤمن بمحبة قرابة رسول الله، وتُعلي من شأنهم كامتداد نقي لرسالته، وأمانة تُحفظ في القلوب قبل الألسنة. 

فكيف لا نحب من أمرنا الله بمودتهم، وامتدح طهارتهم، ورفع ذكرهم؟

مركز كربلاء للدراسات والبحوث | علوم أهل البيت -عليهم السلام- تصل أصقاع الأرض وتسهم في كسب المزيد من طلابها
آل البيت 

كما أن السنة النبوية بدورها زادت هذا الحب رسوخًا ووضوحًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: "أذكّركم الله في أهل بيتي" (ثلاث مرات).

وصية مكررة لا مجال لتجاهلها، تصوغ العلاقة بين الأمة وآل البيت على أساس الحب والوفاء والاحترام.

إن رسول الله لم يترك لأمته غموضًا في هذا الباب، بل دعا لأهل بيته، وخصّهم بالمودة، وقال عن الحسن بن علي: "اللهم إني أحبه، فأحبه" (رواه البخاري).

وأوصى بالأخذ بوصيته: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي" (رواه الترمذي وحسّنه الألباني).

أحاديث تؤكد أن حب آل البيت ليس مجرد تعاطف أو نسب، بل التزام ديني وولاء شرعي.

إن محبة آل البيت لا تعني الغلو أو التعصب، بل تعني الاقتداء والاحترام والوفاء، فالدين يرفض الغلو كما يرفض الجفاء، والميزان في الإسلام دقيق، فلا تأليه ولا تهميش.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (رواه البخاري).

وهذا الميزان النبوي الشريف يشمل آل بيته، فوجب علينا أن نحبهم من غير إفراط، ويُكرّمون دون تجاوز.

أما أهل السنة والجماعة أجمعوا على محبة آل البيت والاعتراف بمكانتهم. قال الشافعي: "إن كان رفضًا حب آل محمدٍ، فليشهد الثقلان أني رافضي".

وقال الإمام مالك: "من لم يحب آل النبي فليس له في الإسلام نصيب".

إن واقع اليوم يحتم علينا أن نُعيد تصحيح المفاهيم، فهناك من يستغل آل البيت سياسيًا، وهناك من ينكر فضلهم تحت دعاوى "مكافحة البدع"، والحقيقة أن كلا الاتجاهين خطر وعلى باطل. 

حب آل البيت لا يُستغل، ولا يُلغى، بل يُعاد إلى موضعه الشرعي الصحيح، بعيدًا عن الطائفية والمغالاة.

ومن هذا المقام فإني أطالب الإعلام الإسلامي بنشر محبة آل البيت على أساس علمي رصين، وتقديم سيرتهم كنماذج يُحتذى بها، ففاطمة الزهراء نموذج للعفة والصبر، والحسن والحسين رمزان للقيادة والشجاعة والحق، وعليّ بن أبي طالب سيد البلاغة والعدل.

والدعوة الإسلامية لا تكتمل إلا بتذكير الناس بمكانة آل البيت، ودعوتهم للاعتصام بحبهم المشروع، حبٌ يُقرّب من الله، ويغرس في النفس التوازن والعدل والانتماء الأصيل.

إنني اقولها عن حب وصدق وغيمان عميق، إن حب آل البيت ليس خيارًا شخصيًا، بل فرض إيماني، وشرف روحي، وتعبير عن صدق المودة لرسول الله.

من أحبّهم فقد أطاع الله، ومن آذاهم فقد خالف الوصية النبوية، فلنحبهم كما أحبهم النبي، بلا غلو ولا جفاء، حبًا يبني، ويهدي، ويُصلح القلوب.

د. أماني الليثي

داعية إسلامية

تم نسخ الرابط