بعد دعوات حذف الأغاني بعد الوفاة، أحمد كريمة يكشف موقف الشريعة من الفن
أثار الجدل المتصاعد مؤخرًا حول حرمانية الغناء والموسيقى، خاصة بعد توصيات بعض المطربين بحذف أغانيهم بعد وفاتهم، ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض، وفي هذا السياق، خرج الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ليقدم رأيًا فقهيًا واضحًا، مؤكدًا أن الغناء في أصله مباح، وأن الحكم الشرعي يتعلق بمحتوى العمل الفني وسياقه، وليس بوجود الموسيقى في حد ذاتها.
الأصل في الغناء الإباحة.. والمضمون هو الفيصل
خلال ظهور الدكتور أحمد كريمة في برنامج مساء الياسمين مع الإعلامية ياسمين الخطيب، شدد الدكتور كريمة على أن الإسلام لا يرفض الفن، بل ينظر إلى الغاية منه والرسالة التي يحملها.
وذكر أحمد كريمة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "فحَسَنُهُ حسنٌ وقبيحُه قبيحٌ"، وهي قاعدة عامة تنطبق أيضًا على الغناء.
وأوضح أن العمل الغنائي قد يتدرج في حكمه الشرعي وفقًا للنية والمضمون، فهو: مباح في الأصل، قد يكون واجبًا إذا كان يحمل رسائل وطنية تبعث الحماسة، وقد يصبح محرمًا إذا ارتبط بمعصية أو مضمون مخالف للشريعة،
أو مكروهًا إذا أدى إلى الإلهاء عن أداء الواجبات.
اقرأ أيضًا
"بين الفن والتوبة".. نجوم اختاروا الاعتزال بسبب حرمانية الفن
بعد وفاة أحمد عامر، حمو بيكا يكشف عن نيته في اعتزال الغناء| تفاصيل
الغناء ليس معاداة للدين.. والفكر الوهابي هو السبب
وردًا على ما وصفه بـ"ظاهرة" بعض الفنانين الذين يوصون بحذف أعمالهم الفنية بعد وفاتهم، قال كريمة: "هؤلاء تأثروا بالفكر الوهابي، الذي نشأ في بيئة صحراوية منغلقة لا تؤمن بالجمال ولا تتقبل مظاهر الحياة الإنسانية، وهو فكر يتصادم مع روح الإسلام السمحة التي تعترف بمتطلبات النفس من ترفيه وترويح".
وأشار إلى أنه بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان "الترويح عن النفس"، يتناول فيه موضوعات متعددة من منظور إسلامي، مثل: الشعر، الموسيقى، التصوير، الألعاب الرياضية، والمسابقات، سعيًا لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الفنون في الثقافة الإسلامية.
أحمد كريمة: الإسلام لا يعادي الفن
اختتم الدكتور أحمد كريمة حديثه بالتأكيد على أن الإسلام ليس ضد الفنون، بل يعتبرها وسيلة راقية للتعبير عن القيم والمبادئ، بشرط ألا تخرج عن الإطار الأخلاقي العام، داعيًا إلى التمييز بين الغناء الراقي والفن الهابط، بدلًا من إطلاق أحكام عامة تجرم الفن بكل أشكاله.
