ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على جميع الدول تصل إلى 20%، وخبير يحذر
رسوم ترامب الجمركية الجديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية شاملة تتراوح بين 15% و20% على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، في خطوة وصفها بأنها جزء من إعادة صياغة للاقتصاد الأمريكي ودفع عجلة النمو المحلي.
وقال ترامب في تصريحات تلفزيونية:"سنفرض هذه الرسوم على جميع الدول، وسنحدد التعريفة وفق كل بلد، لقد سجلت سوق الأسهم الأمريكية مستويات قياسية بفضل هذه السياسات".
ويأتي ذلك بينما تفرض الولايات المتحدة حاليًا رسومًا جمركية بنسبة 10% على أغلب شركائها من بينها مصر، وقد بدأت إدارة ترامب هذا الأسبوع إبلاغ عدد من الدول بالرسوم الجديدة، والتي ستطبق مع انتهاء مهلة المفاوضات في الأول من أغسطس، وكانت كندا آخر هذه الدول، بفرض تعريفة بلغت 35% على وارداتها.
البهواشي: العالم على شفا حرب تجارية شاملة
وفي تعليق على هذه التطورات، حذر الدكتور محمد البهواشي، الخبير الاقتصادي، من أن قرارات ترامب الجمركية تنذر بحرب تجارية عالمية شاملة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى أزمات تضخم وركود اقتصادي عالمي خلال الفترة المقبلة.
وقال البهواشي في مداخلة مع اكسترا نيوز: "ما يفعله ترامب اليوم يعيد إنتاج أزمة 2018 حين بدأت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لكن الفارق اليوم أن جميع الدول دون استثناء، سواء كانت حليفة أو منافسة، ستكون ضمن قائمة الرسوم المرتفعة، ما يشكل ضغطًا هائلًا على سلاسل التوريد العالمية".
تأثير مباشر على الاقتصاد الأمريكي
وحذر الخبير الاقتصادي من أن الصناعة الأمريكية نفسها ستكون أول المتضررين، موضحًا أن معظم الصناعات في الولايات المتحدة تعتمد على مدخلات مستوردة، تشمل المواد الخام والرقائق الإلكترونية والمكونات الصناعية.
وأضاف: "لا يوجد منتج أمريكي 100%، ما لا يقل عن 55% من مكونات المنتجات يتم استيرادها من الخارج، خاصة من شرق آسيا وكندا، وفرض رسوم جمركية مرتفعة على هذه المواد يعني ارتفاع تكلفة الإنتاج، وهو ما سينعكس فورًا على أسعار السلع وزيادة معدلات التضخم".
وأشار البهواشي إلى أن استهداف دول حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية بتعريفة على النحاس بنسبة 50%، يؤكد أن السياسة الجمركية الأمريكية الحالية لا تميز بين حليف وعدو.
وقال: "اليابان وكوريا من أكبر شركاء أمريكا التجاريين، والنحاس مادة استراتيجية تدخل في جميع الصناعات التكنولوجية، وفرض رسوم بهذا الحجم يعكس نهجًا تصادميًا قد يدفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل وأسواق جديدة".
دعوات لتشكيل تكتلات بديلة لكسر الهيمنة الأمريكية
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذا التصعيد قد يدفع العديد من دول العالم إلى التحرك الجماعي لتشكيل تكتلات اقتصادية وتجارية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والدولار.
وأضاف:"العالم يسعى منذ سنوات لفك الارتباط بالهيمنة الدولارية، وما يحدث اليوم من قرارات أمريكية أحادية يدفع الجميع نحو تسريع هذا المسار، من خلال بناء شراكات قائمة على المصالح المشتركة لا التفرد والهيمنة".
ردود فعل انتقامية وتفاقم الركود التضخمي
وحذر البهواشي من أن بعض الدول قد ترد بإجراءات انتقامية، مثلما فعلت الصين سابقًا، وهو ما قد يدخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود تضخمي حاد.
وأوضح أن رفع الرسوم سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، تراجع القدرة الشرائية، توقف بعض خطوط الإنتاج، وزيادة معدلات البطالة، لا سيما في الدول النامية المعتمدة على تصدير المواد الخام.
