اليوم، "العمال الكردستاني" ينزع سلاحه في العراق ليتحول إلى حزب سياسي في تركيا
انطلقت صباح اليوم، الجمعة، مراسم عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني ليتحول إلى حزب سياسي بعد حوالي أربعة عقود من الصراع المسلح مع تركيا.
وصرح مسؤول في حزب العمال الكردستاني أن حوالي 30 مقاتلًا من الذين شاركوا في القتال في السنوات الماضية ضد القوات التركية سيقومون بحرق أو تكسير أسلحتهم قبل أن يعودوا إلى الجبال.
مراسم نزع سلاح حزب العمال الكردستاني
وتقام مراسم نزع سلاح حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان يبدأ خلالها عناصر من حزب العمال الكردستاني بإلقاء أسلحتهم، يأتي ذلك بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء النزاع المسلح ضد الدولة التركية، يأتي ذلك في إطار جهود أوسع لإنهاء أحد أطول الصراعات في المنطقة، والذي أسفر عن أكثر من 40 ألف قتيل منذ 1984.
وقال مصدر أمني عراقي أنهمن المتوقع أن تنتهي عملية نزع السلاح في عام 2026، على أن يتشكل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا، بينما يأمل الأكراد هناك بأن يمهد قرار الحزب الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي أسسه عبد الله أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، أعلن في 12 مايو حل نفسه وإلقاء السلاح، جاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، وفي الأول من مارس، أعلن الحزب الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، وقف إطلاق النار.
إقرأ أيضًا
حل حزب العمال الكردستاني، أول تعليق من تركيا
من هو عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني؟
ماذا يعني نزع لبنان السلاح من المخيمات الفلسطينية؟ خبير عسكري يجيب
ولجأ معظم مقاتلي الحزب في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عامًا على قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنت بانتظام عمليات برية وجوية ضدهم.
الانتقال إلى السياسة الديمقراطية
وتمثل خطوة نزع السلاح خطوة هامة وضروية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ أكتوبر بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوجان، إذ قام حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الذي يعتبر ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يمضي عقوبة بالحبس مدى الحياة منذ 1999.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصور قال أوجلان البالغ 76 عاما أنه في إطار الإيفاء بالوعود التي تم الالتزام بها، ينبغي إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية، مضيفًا وبخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة.
ومن ناحية آخرى، قال الرئيس طيب اردوجان إن جهود السلام مع الأكراد ستتسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح، وفي تصريح آخر له أعلن أمام أعضاء حزبه الحاكم سيتم الدخول في مرحلة جديدة سنتلقى فيها أخبارًا إيجابية في الأيام المقبلة، مضيفًا "نأمل بأن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، من دون أي حوادث أو محاولات تخريب".