مفاجأة، خسائر البورصة اليوم بعد وقف التداول نتيجة حريق سنترال رمسيس

علقت البورصة المصرية جلسات تداولها اليوم الثلاثاء، على خلفية حريق سنترال رمسيس الذي تسبب في تعطل واسع بخدمات الاتصالات والإنترنت على مستوى الجمهورية، ما أثر بشكل مباشر على قدرة بعض شركات الوساطة على مزاولة نشاطها، ودفع إدارة البورصة لاتخاذ القرار لحماية نزاهة السوق وتكافؤ الفرص بين المستثمرين.

ويرى عدد من المحللين أن قرار الإيقاف كان خطوة ضرورية لضمان عدالة التداول بين الشركات، خاصة في ظل توقف عدد كبير من شركات الوساطة عن العمل نتيجة انقطاع الاتصالات، بينما استطاعت شركات أخرى العمل بشكل طبيعي، وهو ما كان قد يحدث خللًا في مبدأ المساواة بين المتعاملين في السوق.

تأثير حريق سنترال رمسيس على أداء البورصة 

وفي هذا الصدد، أكد مصطفى شفيع، الخبير المصرفي، أن أحجام التداول في السوق كانت مرتفعة مؤخرًا، حيث وصلت إلى نحو 5 مليارات جنيه يوميًا، وبالتالي فإن تعليق التداول اليوم أوقف عمليات ضخمة تقدر قيمتها بما يتراوح بين 4.5 إلى 5 مليارات جنيه، مضيفًا أن البورصة جزء حيوي من الاقتصاد المحلي، وأن استمرار الإيقاف دون وجود بيانات رسمية واضحة قد يحدث تداعيات اقتصادية على المدى القصير.

وتوقع شفيع في تصريحات صحفية، أنه في حال استئناف التداول غدًا، فإن الشركات التي تعتمد على التكنولوجيا المالية قد تشهد أداء ضعيفًا أو تخارجًا من بعض المستثمرين، نظرًا لتأثر أعمالها بسبب الحادث.

وعن تأثير تعليق التداول على المستثمر الأجنبي، أوضح شفيع أن التأثير سيكون محدودًا، مؤكدًا أن ما حدث يصنف كظرف طارئ، وهو أمر يمكن أن تواجهه بورصات ومنصات مالية في أنحاء العالم، مشددًا على أهمية التواصل السريع والشفاف لطمأنة المستثمرين واحتواء الأثر.

البورصة: القرار هدفه تكافؤ الفرص وحماية السوق

ومن جانبها، أكدت رانيا يعقوب، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، أن قرار تعليق التداول جاء لحماية مبدأ تكافؤ الفرص بين المستثمرين، إذ كانت بعض الشركات لا تزال خارج الخدمة قبل بدء الجلسة نتيجة تأثر البنية التحتية للاتصالات.

وأضافت يعقوب في تصريحات صحفية، أن ما حدث مؤسف لكنه لا يعد استثناءً عالميًا، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث الطارئة تصنف كأحد مخاطر التشغيل المعروفة في أسواق المال، لافتة إلى أن هناك تحركات إيجابية تم رصدها بالفعل من بعض الشركات التي أعادت تشغيل منصاتها الإلكترونية.

هل تعود الجلسات غدًا؟

أوضحت عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، أن جلسة تداول الأربعاء لن تستأنف إلا بعد التأكد من قدرة غالبية شركات الوساطة على العمل بكفاءة، وتوافر البنية التحتية اللازمة لضمان أمان عمليات التداول، وحماية أرصدة العملاء، واستمرار الإفصاح بشكل منتظم.

وتوقعت يعقوب أن تشهد الجلسة المقبلة حالة من التذبذب أو التراجع المؤقت، خاصة مع وجود نسبة من المستثمرين الأفراد الذين يتأثرون بعوامل نفسية في مثل هذه الظروف الاستثنائية.