خطة الاحتلال لتهجير سكان غزة قسريا.. هل تنجح محاولات ترامب ونتنياهو؟
أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحويل أنقاض رفح إلى "مدينة إنسانية"، لكن الخبراء يصفون الخطة بأنها معسكر اعتقال لجميع الفلسطينيين في غزة.
قال نتنياهو في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، أمس الاثنين، أثناء استعداده لتناول العشاء مع ترامب: إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى من شأنها أن تمنح الفلسطينيين "مستقبلا أفضل"، مضيفًا: "إذا أراد الناس البقاء، فيمكنهم البقاء، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يكونوا قادرين على المغادرة".
وضع وزير الدفاع الإسرائيلي خططًا لإجبار جميع الفلسطينيين في غزة على العيش في مخيم على أنقاض مدينة رفح، في مخطط وصفه خبراء قانونيون وأكاديميون بأنه مخطط للجرائم ضد الإنسانية، بالتخطيط لإقامة معسكر، وصفه بأنه "مدينة إنسانية"، على أنقاض مدينة رفح، مضيفًا إن الفلسطينيين سيخضعون "لفحص أمني" قبل الدخول، وبمجرد دخولهم لن يُسمح لهم بالمغادرة، بحسب صحيفة هآرتس.
خطة الاحتلال للنقل القسري لسكان غزة، هل ينجح مخطط ترامب نتنياهو؟
وعرض كاتس خططه بشأن غزة قبل وقت قصير من وصول نتنياهو إلى واشنطن العاصمة لعقد اجتماعات مع دونالد ترامب، حيث سيتعرض لضغوط شديدة للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا أو إيقافها مؤقتًا على الأقل.
وأوضح كاتس إن قوات الاحتلال الإسرائيلية ستسيطر على محيط الموقع و"تنقل" في البداية 600 ألف فلسطيني إلى المنطقة - معظمهم من النازحين حالياً في منطقة المواصي، لإيواء جميع سكان غزة هناك، لتنفيذ "خطة الهجرة وهو ما سيحدث"، كما نقلت صحيفة هآرتس عنه.
منذ اقترح دونالد ترامب في بداية العام أن يغادر عدد كبير من الفلسطينيين غزة "لتطهير" القطاع، روج السياسيون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحماس للترحيل القسري، وقدموه في كثير من الأحيان على أنه مشروع أميركي.
قال مايكل سفارد، أحد أبرز محامي حقوق الإنسان في إسرائيل، إن خطة كاتس تنتهك القانون الدولي، وتتناقض بشكل مباشر مع ادعاءات صدرت قبل ساعات عن مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي، الذي قال في رسالة إن الفلسطينيين نزحوا داخل غزة فقط من أجل حمايتهم.
قال سفارد إن كاتس وضع خطةً تنفيذيةً لارتكاب جريمةٍ ضد الإنسانية: "إنها ليست أقل من ذلك. إنها تتعلق بنقل السكان إلى الطرف الجنوبي لقطاع غزة تمهيدًا لترحيلهم خارجه".
"في حين أن الحكومة لا تزال تصف الترحيل بأنه "طوعي"، فإن الناس في غزة يتعرضون للعديد من التدابير القسرية لدرجة أنه لا يمكن اعتبار أي مغادرة للقطاع من الناحية القانونية على أنها تتم بالتراضي.
وأضاف سفارد: "عندما تُطرد شخصًا من وطنه، فهذا يُعدّ جريمة حرب في سياق الحرب. وإذا ارتُكب على نطاق واسع كما يُخطط، فإنه يُصبح جريمة ضد الإنسانية".
وكان السياسيون الإسرائيليون، بمن فيهم وزير المالية بيزاليل سموتريتش، من المؤيدين المتحمسين لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في غزة.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، يوم الإثنين، أن خططًا لبناء مخيمات تسمى "مناطق عبور إنسانية" لإيواء الفلسطينيين داخل غزة وربما خارجها، عُرضت في السابق على إدارة ترامب وتمت مناقشتها في البيت الأبيض.
وذكرت رويترز أن الخطة البالغة قيمتها ملياري دولار حملت اسم مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة، ونفت المؤسسة تقديمها أي مقترح، وقالت إن الشرائح التي اطلعت عليها رويترز، والتي توضح الخطة، "ليست وثيقة صادرة عنها".
وكانت المخاوف بشأن خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين قد أثيرت في السابق بسبب الأوامر العسكرية الخاصة بالعملية، وتقدم ثلاثة من جنود الاحتياط التماسا إلى المحاكم الإسرائيلية، مطالبين الجيش بإلغاء الأوامر الخاصة بـ "تعبئة وتركيز" السكان المدنيين في غزة، ومنع أي خطط لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، ردًا على ادعاءاتهم، إن تهجير الفلسطينيين أو تركيز السكان في جزء واحد من غزة لم يكن من بين أهداف العملية.
وقال البروفيسور آموس جولدبرج، مؤرخ الهولوكوست في الجامعة العبرية في القدس، إن تصريحات كاتس تناقضت بشكل مباشر.
إقرأ المزيد:
كمين بيت حانون، خسائر إسرائيل بالجملة «5 حريديم ودبابة ميركافا وجرافة D9 وجيب عسكري»
إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار شمال قطاع غزة، هل تفشل المفاوضات؟
وقال جولدبرج إن وزير الدفاع وضع خططًا واضحة للتطهير العرقي في غزة، وإنشاء "معسكر اعتقال أو معسكر عبور للفلسطينيين قبل طردهم"، موضحًا أن المنطقة التي يخطط كاتس لإقامة منطقة احتجاز للفلسطينيين: "إنها ليست إنسانية وليست مدينة".
وأوضح جولدبرج أن خطة كاتس أثارت أيضا سؤالا مباشرا حول ما سيحدث للفلسطينيين الذين يرفضون اتباع الأوامر الإسرائيلية بالانتقال إلى المجمع الجديد، وأضاف: "ماذا سيحدث إذا لم يقبل الفلسطينيون هذا الحل وثاروا، لأنهم ليسوا عاجزين تماما؟".