الأربعاء 02 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

في الآونة الأخيرة، يواجه كامل الوزير، وزير النقل ونائب رئيس مجلس الوزراء، انتقادات لاذعة وأحيانا مغرضة، ورغم إنجازات لا أخر لها يشهد لها العالم كله، إلا أن الرجل يواجه حملات تشويه لم ترحم جهوده في متابعة ومحاسبة المقصرين، ويملكه من إخلاص وحب لهذا البلد جعله على قدر كبير من الإحساس بالمسؤولية، ويصل الليل بالنهار وينام في عمله كونه صورة مشرفة ومثالية يحتذى بها.

حين قال كامل الوزير: "أنا موجود لغاية ما أموت في خدمة الدولة (ليس بهدف إنه عاشق للمنصب بقدر ما هو عاشق للواجب الوطني ومفعم بالانتماء والولاء للدولة)، وقد فسر بعض المتربصين والحاقدين على الدولة هذه العبارة تفسيرا خاطئا واخرجوها عن سياقها واكتسبوها من سياقها على إنها تمسك بالمنصب، إلا أنها تمسك بالخدمة وتمسك بالعطاء في ظل رئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقد عاد سيادته من زيارة تركيا لتفقد الحادث ويكون عن كاسب ويع يعني بعض المنصفين قرر إنه تحميل المسؤولية للوزير في هذه الحادثة التي تتكرر أحيانا في كل دول العالم وفي أعتى دول العالم وفي أكثر دول العالم اهتماما بالطرق، واهتماما بحركة المرور فيها.

وإن أمر القيادة سواء برخصة أو بغير رخصة ليس في يد وزير النقل وأيضا المسؤولية عن تعاطي الأفراد للمخدرات أثناء القيادة أيضا ليست في يد وزير النقل ولا صلة لها بوزير النقل

يعني مسؤولية كبيرة جدا على قطاعات أخرى كثيرة في وزارات أخرى كثيرة تتعلق بعضها بالتعليم وتتعلق ببعضها بالداخلية و للأمن العام وتتعلق بعضها أيضا بالضمير الجمعي وتتعلق بعضها بمنظومة ال القيم والمثل التي تستقر في المجتمع أو أشياء كثيره جدا ليس صلة ليس لها أدنى صلة بوزير النقل

الخلاصة أن وزير النقل يظهر التزاما على المستوى الرسمي بإهتمامه بهذا الأمر وإنه لا يألو جهدا في سبيل تحقيق غاية الناس في طرق جميلة، ولا شك إنه حصلت طفرة عظيمة جدا في مصر في الطرق وحصل ضبط كبير جدا وتطوير كبير جدا في قطاع السكة الحديد. ومسألة التعزية ومحاسبة المسؤولين دي مسألة نمطية وقد تمت وتتم ومستمرة. تدخل لإصلاح جذري للطرق مستمره وليس بسبب الحادثة ولكنها خطة تطوير الطرق في مصر إحنا شاهدنا فيما يتعلق بالطرق والكباري كبنية أساسية ما لم تشهده مصر في تاريخها يعني منذ 2014 لغاية 2025 شفنا ونعيش في جو من التطوير بنسب تفوق الخيال فيما يتعلق بالاهتمام بالطرق والكباري وربما يسلط الحادث الضوء على إخفاقات النظام الرقابي والسلامة ولكن هذا ليس أيضا هو مسؤولية الوزير

كون إن الحادث وقع واصطدمت الشاحنة المحملة بالمكعبات وكانت تسير بسرعة زائدة بالميكروباص الذي كان يقل الفتيات من عاملات اليومية في قرية كفر السنابسة التابعة لقرية أشمون بمحافظة المنوفية وإنه الحادث يسفر عن مقتل 18 فتاة وسائق الميكروباص ونجاة ثلاثة وإن هذا هو مثلك شخصي منحرف لا يعبر عن إتجاه الدولة ولا يعبر عن اتجاه الوزارة ولا يسأل عنه الوزير. وإن مسألة إنه يبقى فيه سائق سيارة النقل الثقيل لا يحمل رخصة قيادة ويتعاطى المخدرات ويسير بسرعة وأحمال زائدة ويفقد التركيز والقيادة بالسرعة الجنونية والأحمال الزائدة والتعاطي والسير عكس الاتجاه والسير عندما يغلب النعاس على هذا الشخص أو تخمر المادة المخدرة عقله ويفقد تركيزه. كل هذه المسالك الشخصية لا صلة لها إطلاقا بوزير النقل ولا بوزارة النقل.

إنما هو في الحقيقة إن حالة الطريق الإقليمي هذا الطريق كلف وجهز بما يقارب من 20 مليار جنيه مصري. اما عن مسألة الصيانة وتحميله بأوزان كبيرة مسألة ثقافة لأنه حتى قائدي سيارات النقل الذين أعدت لهم الدولة طرق خاصة يتركون الطرق ويذهبون لكي يفسدوا ويخربوا في الطرق الخاصة بالسيارات الملاكي.

المسلك الشخص هذا يحتاج من وزارة الداخلية وإدارات المرور مزيدا من التواجد على الطرق والتغطية بالكاميرات وغرامات تتضاعف حتى يرعوي أو يندحر أو يرتدع هؤلاء عن هذا المسلك الغير عادي والذي يتسبب في وفاة الكثيرين.

التزام الناس بآداب المرور ليس له صلة بوزارة النقل رغم اعتراف الحكومة بالمسؤولية على حسب قول السيد المستشار محمود فوزي وأن سيادة المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية أعلن أنه تم تشكيل لجنة موسعة وإحالة السائق للنيابة لإدانته بقيادة .............. كذا وكذا وكذا بدون رخصة وتعاطي مخدرات وتأثيره فكل هذا لا يقدح إطلاقا في إن الوزير/ كامل الوزير لا يألو جهدا في العطاء.

المطالبات البرلمانية إنه يبقى في لجنة خبراء هندسيين ومن هندسة المرور ومحاسبة المسؤولين وتشغيل الطريق حتى يتم إصلاحه وقف التشغيل أو تشغيل جزئي كل هذا يتم الآن وقد تم فعلا. وهناك ردود أفعال من الناس أن من غير المنطقي ولا العادل إنه هذا الخطأ الشخصي يحمل على وزير النقل.

تحسين ظروف عمل الفتيات وأخذ تدبير حمايتهن هذا أمر أيضا أخذ حيز أكبر، لأن البنات في الأجازة إنهم يشتغلو ويكسبو العمل عبادة العمل شرف. العمل ده لا يؤثر إطلاقا ولا يعني أنهم فقيرات وإنه كان ينبغي أن هما يمكثن في منازلهن قابعات. ان العمل شرف بغض النظر عن قيمة  هتاخده 100 أو 200 أو 300 هي بتعمل فترة أجازة وتزود دخلها وتحسي بذاتها وبغض النظر عن المبلغ إللي بتاخده لكن ده شيء كويس جدا وإحنا بدون عاملات وبدون عمال في حقول العنب ولا في المصانع يبقى هذا العمل شرف فلا نقول مثلا أنه كان مفروض هي تقعد في البيت وهذا الكلام خاطئ وإن عمل الفتيات عمل شريف و يثمر

التدابير التي تمت التعويض الفوري للأسر يعني 100 و 200 ألف جنيه لكل حالة. ومنح الطلاب منح دراسية وتجديد قواعد فصل المرور بالمركبات الخاصة بالشحنات وإعطاء مزيد من الرادارات والمراقبة وفحوص مخدرات مفاجأة للسائقين كل هذا تم ويتم وإن شاء الله يستمر تسريح صيانة وتحسين الطريق الإقليمي في خطة واضحة وهذا تم أيضا

واتخاذ الإجراءات القضائية السائق أحيل إلى النيابة، وزارة النقل تتحمل جزء، والطرق المهملة يتم مراعاتها. وتدابير الحماية والصيانة والتعويضات......... إلخ. والتحليلات الفنية زي نتائج مثلا معمل جنائي وتعاطي المخدرات أثبت فعلا إن السائق يتعاطى مواد مخدرة ومنشطات وأن هناك أخطاء هندسية وتصميمية في الطريق يمكن تلافيها وإن تجاوز السائق للانفصال الفاصل وإن سيارة النقل الثقيل تخطت الحواجز الفاصلة بين الاتجاهين مما أدى إلى اندفاعها مباشرة نحو الميكروباص القادم من الاتجاه الآخر. بطريقة رعناء وطائشة ومتسرعة والقيادة تحت تأثير المخدر وبسرعة زائدة. والتقرير الخاص بخبراء سلامة الطرق بقيادة سامي مختار أشار إلى 70% من الحوادث في الطرق السريعة سببها العامل البشري. وهذا تقرير من الخبير في سلامة الطرق وإن إرهاق السائقين وخرق التنظيمات المرورية كل هذا يعتبر مسالك شخصية منحرفة يسأل عنها أصحابها ولا صلة لها بوزير النقل أو وزارة النقل.

الغلق الجزئي أو الكلي للطريق لحين الصيانة هذا الامر تم فعلا وهناك لجنة فنية متخصصة تهدف إلى مراجعة التصميم ومستوى العوائق والكفاءة كل هذا تم.

تطبيق فحوصات دورية وعشوائية للمخدرات بيتم ولكن لابد لهم من تكثيف وخاصة سائق النقل الثقيل والتأكد من حصولهم على رخصة قيادة سليمة وأنها غير منتهية وأنها سرية

البرلمان والحكومة طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق شامل لفحص الجوانب الفنية والتقنية بخصوص الحادث والحكومة أقرت بإطلاق صيانة عاجلة للطريق الإقليمي.

خلاصة التقرير الفني أن أسباب الحادث ربما كان هناك سرعة زائدة ومسلك شخصي وتقليل فاعلية الحواجز والتصميم الهندسي ربما لم يكن متميزا أو ملائما للطريق وانهيار في آليات الرقابة والفحص الفني للسائقين والشاحنات وكل هذا يعتبر مسائل فردية

التوصيات التقنية والوقائية تشمل إعادة تصميم الطريق وفرض قيود صارمة وتعزيز الرقابة الفنية والميدانية لضمان سلامة المركبات القديمة والذاهبة في هذا المحور الحيوي

لكن خلاصة القول إن في كل دول العالم تحدث هذه الحوادث ولا يجوز بحال من الأحوال أن نحملها للوزير أو نتحدث عن المرحوم هشام عرفات ونقول إن معالي الوزير هشام عرفات في حادث فردي لاصلة له به أنه قد قدم استقالته ولم يقل. وهذا كان مسلك شخصيا أيضا

إن الوزير كامل الوزير لا زال مصرا على العطاء ولا زال مصرا على خدمة البلد ولا زال مصرا على التطوير وفعلا انه ملف تطوير.

فلابد أن نطهر أنفسنا من أشياء كثيرة:

أولا المخالفات الشخصية والاستهتار والرعونة والمحسوبية في إعطاء الرخص أو عدم وجود لجان جادة على الطريق تحاسب الناس لا صلة لهم بالوزارة.

إن إذا كان بعض المصريين لديهم أجندة خاصة ينطلقون من منطلق مضاد للدولة أو مضاد للنظام أو يرتدون عباءة إخوانية أو عندهم ملفات لزعزعة الاستقرار في الدولة ربما من دول أجنبية تترصد مصر ولا تحب لها، وشاهدنا ما يحدث في المنطقة العربية فنحن في أمس الحاجة إلى البناء وفي أمس الحاجة إلى البنائين المخلصين الجادين أمثال الوزير كامل الوزير الذي يصل الليل بالنهار ولا يألو جهدا في سبيل خدمة بلده وخدمة المواطنين

ونحاسب أنفسنا على استهتارنا ونحاسب أنفسنا على طشنا وكل قطاع يسأل عن الذي يبيع المخدرات والذي يتاجر في المخدرات والذي يروج لها والذي يتعاطى هذه المخدرات

وإن نرى حلول خارج إطار الداخلية والتليفزيون يقوم بدوره والراديو يقوم بدوره ومراكز الشباب والإعلام والتعليم ووزارة الأوقاف والكنيسة والمسجد كل هؤلاء مسؤولون مسؤولية كاملة عن تحذير الناس عن اتجاه نحو تعاطي المخدرات أو عدم احترام الطريق واحترام الآخر ولا بد أن خطب المساجد والوعظ في الكنائس يدور حول احترام الطرق واحترام الآخر وصيانة الطرق والخوف على المال العام والبعد عن المخالفات الأخلاقية والمسلكية

هناك قطاعات كثيرة في مصر وكبيرة لا بد أن تتحمل مسؤولياتها وألا نلقي العبء كله على الداخلية أو على النقل أو على القوات المسلحة ونجلس نحن على قارعة الطريق ننتقد ونحن جزء من المشكلة نريد أن نتحول إلى أن يكون جزء من الحل إن نبقى كلنا متكاتفين

الوزير كامل الوزير له كل الشكر والتقدير

والحوادث لن تنتهي وهى تحدث في كل دول العالم لكن إحنا دولة بتبني نفسها مرة أخرى فكان لدينا عشوائية ولم يكن هناك شبكة طرق حديثة فرأينا في قلب القاهرة وحول القاهرة سواء في الطرق الصحراوية في الشمال والجنوب من الشمال إلى أقصى الجنوب في أسوان ومن الشرق إلى الغرب فيه ثورة حقيقية في الطرق والكباري

ولولا ذلك لكانت مثل هذه الحوادث في اليوم الواحد عشرات المرات فلابد أن نحافظ على المجتهدين النابغين النابهين في المجتمع ولابد ألا نلهم ظهورهم بالانتقادات اللاذعة التي تفت في عرضهم وتبث فيهم اليأس والإحباط وإن المجتمع لا يشعر بعطائهم وإن هما أنفسهم مراقبون بأجهزة كثيرة جدا ونتمنى لهم التوفيق ونتمنى لكل جهاز وكل هيئة وكل مؤسسة في مصر إن هي تمارس دورها الحقيقي وتمارس رقابتها الحقيقية التعليم والإعلام والتوعية والأوقاف والكنيسة ومراكز الشباب ووزارة الشباب وزارة الثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي نستغلها في التذكير والتوعية في انضباط الناس وحتى ينضبط الشارع وعدم الانزلاق نحو الفوضى  وسياسة الغابة أو سياسة العشوائية.

وكل هذه السياسات هي التي وصلتنا إلى إننا لا نحترم أنفسنا ولا نحترم الطرق ثم نصب جم غضبنا بعد ذلك على الوزير ذاك أو الوزير هذا.... الذي لا يصلح أبدا أبدا حال الدولة ان ينصلح الوزير فلابد أن نبدأ من أسفل إلى أعلى

ان نتصلح كأفراد ثم ان نتصلح كأسره ثم ان نتصلح كأحياء وقرى ومدن ويتم الإصلاح من جميع الوجوه.

……………………………….

عميد كلية الحقوق – جامعة المنيا

تم نسخ الرابط