نيفاتا، كيف تحولت عروسة فرعونية إلى مرشدة سياحية؟

نجحت صانعة العرائس ماجدة المعداوي، في تحويل شغفها الطفولي إلى مشروع ثقافي مبتكر، حيث صممت دمية فرعونية أطلقت عليها اسم "نيفيتا"، دمجت فيها بين الفن اليدوي والتكنولوجيا الحديثة لتصبح مرشدة سياحية افتراضية تروّج للحضارة المصرية القديمة بطريقة جذابة وبسيطة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
بداية الحكاية من الطين إلى التكنولوجيا
وفي بيت يعج بالحرف اليدوية، نشأت ماجدة وسط والدتها وأخواتها اللاتي امتهن صناعة الخزف اليدوي، ما زرع في قلبها حب الفنون وصناعة العرائس، وبدأت وهي صغيرة في تشكيل أولى عرائسها من الطين.
ولاحقًا، التحقت بكلية فنون جميلة – قسم ديكور، وعملت في مجال التدريس في مصر والسعودية، لكنها لم تتخل عن شغفها، فقررت في عام 2017 العودة إلى حبها الأول، وبدأت تعلم تقنيات صناعة العرائس من الإنترنت.
نيفيتا هي عروسة بزي فرعوني وبروح الذكاء الاصطناعي
جاءت فكرة نيفيتا عندما أرادت ماجدة تقديم دمية تعكس الهوية المصرية القديمة بشكل مختلف، وتقول: في البداية كنت أطمح أن تعرض في متحف كقطعة فنية، لكنني شعرت أن دورها أكبر من مجرد دمية داخل فاترينة، فقررت منحها صوتًا وهدفًا.

وهكذا، تحولت "نيفيتا" إلى مرشدة سياحية ذكية تقدم محتوى مصوّر عن الأماكن الأثرية المصرية مثل الأهرامات والأقصر، تتحدث باللغة الإنجليزية، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لكتابة النصوص التعريفية بطريقة مبسطة وجذابة للأجانب والعرب.
توظيف العرائس في التعليم وتعزيز الهوية المصرية
ماجدة لم تتوقف عند نيفيتا، بل أطلقت عروسة أخرى بحجم أكبر تدعى "هاميس"، ظهرت في فيلم تسجيلي عن الأقصر وسردت خلاله معلومات عن الملكة حتشبسوت، كما صممت عرائس تجسد الحياة الريفية المصرية، عبر شخصيات مثل عائلة أبو العلا لتعليم الأطفال آداب الطعام والسلوكيات الإيجابية من خلال فيديوهات توعوية.
تقول ماجدة: "الريف المصري هو مصدر القيم والتربية الصحيحة، أردت أن أحيي هذه الروح في عرائسي، وأقدم محتوى تربويًا يساعد في تربية النشء على القيم الأصيلة".
ماجدة العمداوي: هدفي نشر الحضارة المصرية بروح معاصرة
تطمح ماجدة المعداوي من خلال مشروعها إلى تعريف العالم بالحضارات المصرية المتنوعة، بدء من الفرعونية، مرورًا بالقبطية والإسلامية، وصولًا إلى الريف المصري، ولكن بلغة حديثة تناسب العصر، وتجمع بين الفن، التعليم، والتكنولوجيا.