العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، الحوفي تكشف مفاجأة

العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، رغم العقود الطويلة من التصريحات العدائية والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، تكشف حقائق التاريخ وتحولات الجغرافيا السياسية عن شبكة معقدة من المصالح المتقاطعة بين إيران وإسرائيل، تتوارى خلف الشعارات، لكنها تؤثر بشكل مباشر في ملامح المنطقة وصراعاتها.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، وفقًا لرأي الكاتبة نشوى الحوفي، وجاءت التفاصيل كالتالي:
العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، التفاصيل الكاملة
العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، بحسب الكاتبة نشوى الحوفي، فإن العلاقات الإيرانية – الأمريكية – الإسرائيلية ليست نتاجًا لحظة سياسية طارئة، بل تعود جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي، حين لعبت واشنطن ولندن دورًا حاسمًا في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني، محمد مصدق، عام 1953، وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة بعد تأميمه للنفط.
في تلك المرحلة، كانت إيران من أوائل الدول الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل، وشكّلت إلى جانب الولايات المتحدة حليفًا استراتيجيًا في مواجهة الاتحاد السوفييتي، هذا التنسيق ظل قائمًا حتى بعد اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وإنْ انتقل إلى قنوات سرية.
إيران بعد الثورة.. عدو معلن، شريك خفي
ومع سقوط الشاه وصعود الخميني، تبنت إيران خطابًا ثوريًا معاديًا للغرب وإسرائيل، إلا أن الواقع على الأرض كان مختلفًا.
فرغم الشعارات، استمرت اللقاءات والصفقات السرية، وكان أبرزها فضيحة "إيران – كونترا" في ثمانينيات القرن الماضي، حيث زُوّدت طهران بأسلحة أمريكية عبر إسرائيل أثناء حربها مع العراق.
ويكشف تصريح سابق للشاه قبيل وفاته عن هذه المعادلة الغامضة، إذ قال: "أمريكا ليست صديقة لأحد"، مشيرًا إلى دعم أمريكي خفي للخميني نفسه أثناء الثورة.
العرض الإيراني عام 2003.. تجاهله الغرب
وفي عام 2003، عرضت إيران على الولايات المتحدة مجموعة من التنازلات الجوهرية، شملت وقف دعم حماس، والشفافية الكاملة بشأن برنامجها النووي، في محاولة لفتح صفحة جديدة من العلاقات، لكن واشنطن تجاهلت العرض، وفضّلت حينها المضي في مشروع "الشرق الأوسط الجديد".
نفوذ إيران ومراعاة إسرائيل
عبر الحرس الثوري، عملت إيران على تصدير نفوذها في المنطقة من خلال أذرع مسلحة في لبنان (حزب الله)، اليمن (الحوثيون)، فلسطين (الجهاد الإسلامي)، والعراق (الميليشيات الشيعية)، ضمن ما يُعرف بـ"الهلال الشيعي".
ورغم عدائها العلني لإسرائيل، أظهرت تحركاتها في سوريا تناقضًا لافتًا؛ إذ وافقت على سحب قواتها من منطقة الجولان بطلب روسي، حمايةً لأمن إسرائيل، في تنازل عكس مرونة براغماتية تتجاوز الشعارات.
وبينما تنخرط إيران خارجيًا في صراعات النفوذ، تعاني داخليًا من أزمات مزمنة أبرزها البطالة، الفساد، الجفاف، والانقسامات السياسية.
وفجرت هذه الأزمات احتجاجات شعبية متكررة، أبرزها في عامي 2009 و2022، وسط استمرار هيمنة الحرس الثوري على الاقتصاد ومفاصل الدولة.
سيناريوهات المستقبل بين الانهيار والتفاوض
تتعدد السيناريوهات المحتملة لمستقبل النظام الإيراني، ومنها:
- تشدد داخلي يبرر بالعداء الخارجي، ويهدف إلى إحكام القبضة الأمنية.
- ثورة شعبية قد تؤدي إلى فوضى وتفكك مؤسسات الدولة.
- انهيار تدريجي للنظام، يمهّد الطريق لمفاوضات دولية وتغييرات هيكلية.
لكن معظم التحليلات تُجمع على أن أي انهيار دون بديل منظم سيقود إلى فوضى شاملة، ما يجعل الحل التفاوضي – ولو سريًا – خيارًا مرجحًا.
ما هو موقف الدول العظمى ؟
- الصين: تسعى لاستقرار إيران لحماية استثماراتها ضمن "الحزام والطريق".
- روسيا: تدعم طهران سياسيًا، لكن ضمن حدود عدم التورط في حرب شاملة.
- أوروبا: تتجنب المواجهة المباشرة، وتترك إدارة الأزمة لإسرائيل.
- الخليج العربي: يوازن بين تحالفه مع واشنطن، علاقاته المتنامية مع إسرائيل، والحذر من التصعيد مع طهران.
وتظهر العلاقة بين إيران وإسرائيل أن السياسة الإقليمية لا تدار بالشعارات وحدها، بل عبر شبكة من التوازنات والمصالح التي قد تفرض تحالفات غير متوقعة، أو على الأقل تفاهمات مؤقتة خلف الأبواب المغلقة.
وبينما تبقى لغة التصعيد حاضرة في الخطاب الرسمي، فإن الواقع الاستراتيجي يُخبر بحقائق مغايرة، تديرها قنوات خفية وأدوات غير تقليدية.