من هو والد الفنان تامر عبد المنعم ؟ أبرز محرر عسكري في الأهرام
من هو والد الفنان تامر عبد المنعم، فقدت الصحافة المصرية اليوم الثلاثاء، واحدًا من أبرز رموزها وأهم أعلامها برحيل الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد المنعم، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه مسيرة صحفية حافلة امتدت لعقود، أثر خلالها بعمق في الصحافة السياسية والعسكرية بمصر.
تامر عبد المنعم يعلن وفاة والده
أعلن الفنان تامر عبد المنعم، نجل الراحل، خبر وفاة والده عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد أن كان قد كشف منذ أسابيع عن تدهور حالته الصحية، وسط دعوات واسعة بالشفاء من محبيه وزملائه.
بداية من قسم الخارجي إلى محرر عسكري بقرار من هيكل
بدأ محمد عبد المنعم مشواره الصحفي كمحرر في القسم الخارجي بجريدة الأهرام، لكنه سرعان ما انتقل إلى ساحة أكثر عمقًا وتأثيرًا، حين أثبت كفاءته الفريدة في تحليل الأحداث العسكرية خلال حرب الاستنزاف عام 1968.
وفي حوار أجراه مع الأهرام في مارس 2020، حكى عبد المنعم كيف كان جالسًا في كافيتريا المؤسسة، يستمع إلى نقاش دائر بين كبار الصحفيين حول سقوط طائرات العدو شرق قناة السويس، حين تدخل بتحليل عسكري مستند إلى خلفيته كخريج الكلية الجوية وخبرته في غرف العمليات.
وأثار تحليله اهتمام الصحفي الكبير صلاح هلال، رئيس قسم التحقيقات حينها، الذي طالبه بتحويل هذا التحليل إلى تحقيق صحفي نشر بعنوان "لماذا تسقط طائرات العدو شرقًا"، على صفحة كاملة بالأهرام، لتبدأ معه انطلاقة جديدة غيرت مساره المهني تمامًا.
محمد حسنين هيكل: أنت مكانك مش هنا
في اليوم التالي لنشر التحقيق تصدر صفحات مركز الدراسات بـ الأهرام، ما دفع محمد حسنين هيكل، رئيس التحرير، لحضور اجتماع التحرير لمعرفة من كتب الموضوع، وظن في البداية أنه خبير من خارج المؤسسة، وعندما عرف أنه شاب في قسم الخارجي، قال له جملته الشهيرة: أنت مكانك مش هنا، أنت هتبقى المحرر العسكري للأهرام، ومن هنا بدأت رحلته الطويلة كمحرر عسكري بارز.
ثلاثة عقود من الصحافة العسكرية
على مدار ثلاثين عامًا غطى محمد عبد المنعم الملف العسكري في الأهرام، ووثق بعينه وقلمه مراحل هامة من تاريخ القوات المسلحة المصرية، قبل أن ينتقل عام 1998 لتولي منصب رئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة روز اليوسف.
كما عمل سكرتيرًا صحفيًا للرئيس الراحل محمد حسني مبارك لمدة ست سنوات، وكان له دور مؤثر في مجال الإعلام العسكري، إذ أطلق فكرة تأسيس مجلة الدفاع التي صدرت في عهد المشير عبد الحليم أبو غزالة، وكانت من أوائل المطبوعات المتخصصة في هذا المجال.
وداعًا صاحب القلم الرصين والخبرة الفريدة
وبرحيل محمد عبد المنعم تفقد الصحافة المصرية صوتًا وطنيًا خبيرًا، جمع بين المعرفة العسكرية والدقة الصحفية، وكان شاهدًا ومحللًا ومحاورًا في آن واحد، وترك بصمة واضحة في مجاله، وفتح الطريق أمام جيل كامل من المحررين العسكريين والصحفيين الجادين الذين تعلموا على يديه أو استلهموا من سيرته.
