ذعر في الخليج بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية الثلاث، وتسرب مفاعل فوردو

تسود حالة من الذعر في منطقة الخليج خوفا من حدوث تسرب إشعاعي بعد ساعات من القصف الأمريكي لثلاثة مواقع نووية إيرانية، حيث رصدت وكالة ناسا الأمريكية انبعاثا حراريا في مفاعل فوردو النووي الإيراني

حيث جهزت الكويت ملاجئ تستوعب 900 شخص تقع في المجمع الحكومي، فيما قامت البحرين  بتفعيل العمل عن بعد بنسبة 70% للوزارات والأجهزة الحكومية، أما قطر والإمارات فقد أطلقت تحذيرات ملاحية بحرية لسفن الصيد وناقلات النفط في مضيق هرمز، بالتزامن مع موافقة البرلمان الإيراني علي إغلاق مضيق هرمز بدافع الرد على الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث وهم نطنز وأصفهان وفوردو.

الخليج يراقب مخاطر ضرب المفاعلات النووية بإيران

وأكدت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية متابعتها المستمرة للتطورات الراهنة في المنطقة، مشيرة إلى التنسيق المتواصل مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء عبر منظومات الرصد والإنذار المبكر، مع تعهّد بنشر التقارير فور صدورها.

وجددت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في المملكة العربية السعودية، يوم الأحد، نفيها لرصد أي مؤشرات إشعاعية في أجواء المملكة أو دول الخليج، نتيجة الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، موضحة أنها تواصل مشاركة تقاريرها الفنية مع مركز إدارة حالات الطوارئ الخليجي في الكويت.

وقرر مجلس الدفاع الأعلى في الكويت عقد جلساته بشكل دائم لمتابعة المستجدات الإقليمية، حيث ناقش في اجتماعه، الذي ترأسه الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، جاهزية مؤسسات الدولة وسبل التنسيق لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ.

وفي السياق نفسه، عقدت الهيئة العامة للبيئة اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأثر البيئي للتطورات الجارية، حيث أكدت مديرتها العامة بالتكليف نوف بهبهاني، على أهمية التعاون الخليجي وتبادل المعلومات البيئية بشكل فعال، معتبرة أن الأمن البيئي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الشامل للمنطقة.

كما فعّلت وزارة المالية الكويتية خطة طوارئ متكاملة لتعزيز استمرارية الخدمات، شملت تجهيز الملاجئ في مبنى مجمع الوزارات لاستيعاب نحو 900 شخص، وتفعيل أنظمة العمل عن بُعد ضمن بيئة إلكترونية مؤمّنة، إلى جانب تنسيق مستمر مع وزارة الداخلية وإدارة الدفاع المدني، بينما أعلن الحرس الوطني الكويتي بدوره، استقرار مستويات الإشعاع في البلاد، مؤكداً أن الوضع العام طبيعي.

البحرين والإمارات تؤكدان الاستقرار وتفعّلان إجراءات احترازية

من جانبها، أعلنت مملكة البحرين تفعيل نظام العمل عن بُعد بنسبة 70% في المؤسسات الحكومية، باستثناء القطاعات الحيوية، كما وجّهت وزارة التربية والتعليم بتفعيل المنصات الرقمية لمواصلة العملية التعليمية تحسباً لأي طارئ.

أما في الإمارات، فأكدت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية أنها لم ترصد أي تأثير على الدولة من الأحداث الجارية، مشيرة إلى المتابعة الدقيقة بالتنسيق مع الجهات الدولية، خصوصاً الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تحرك دبلوماسي خليجي وتحذير رسمي من تداعيات بيئية

قبل الهجمات الأميركية، اجتمع سفراء دول مجلس التعاون المعتمدون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، لنقل تحذيرات الدول الخليجية من المخاطر الإنسانية والبيئية المحتملة جراء استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد السفير الكويتي في فيينا، طلال الفصام، أن دول الخليج تولي أهمية قصوى لسلامة المنشآت النووية في إيران، مشيراً إلى أن الاستهداف يشكل تهديداً مباشراً للنظام الإشعاعي العالمي وانتهاكاً للقوانين الدولية.

تفعيل مركز الطوارئ الخليجي جزئياً

وفي إطار الاستجابة الإقليمية، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، عن تفعيل جزئي لمركز إدارة حالات الطوارئ الخليجي، كإجراء احترازي لدعم التنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن امتلاك دول المجلس منظومات رصد بيئي وإشعاعي متقدمة، تتيح تبادل البيانات اللحظية عبر قنوات آمنة.

كما يجري المركز تدريبات دورية وتمارين محاكاة لسيناريوهات الطوارئ غير التقليدية، تشمل القطاعات المدنية والعسكرية، بهدف تعزيز كفاءة الاستجابة الموحدة وتحديث الخطط الوطنية وفق المعايير العالمية.