انهيار عقار الفنان الراحل نور الشريف بالسيدة زينب.. المكان الذي احتضن طفولته وبداياته الفنية

انهيار عقار الفنان الراحل نور الشريف في السيدة زينب، شهدت منطقة السيدة زينب بالقاهرة صباح اليوم انهيار العقار رقم 20 بشارع محمد عنايت، العقار الذي احتضن طفولة الفنان الكبير الراحل نور الشريف، وشهد سنواته الأولى من الحياة والتعليم قبل أن ينطلق إلى سماء الشهرة، الحادثة أعادت إلى الأذهان تاريخا فنيا وشخصيا عاشه أحد أعظم رموز السينما والدراما المصرية، في منزل كان شاهدا على مرحلة مهمة من حياته.

الطفولة والبدايات في السيدة زينب
ولد الفنان الراحل نور الشريف، واسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبدالله، يوم 28 أبريل 1946، في منطقة بركة الفيل التابعة لحي الخليفة بالسيدة زينب، وتحديداً في شارع محمد عنايت، والذي يعرف الآن بين الأهالي باسم "شارع الزملكاوية"، نسبة إلى مقهى يحمل الاسم ذاته.

نشأ نور الشريف في كنف عائلته بعد فقدانه لوالده وهو لا يزال رضيعًا، فتولى عماه إسماعيل وأمين مهمة تربيته والاهتمام به، وكانت الأسرة تعرف بين سكان الحي بسمعتها الطيبة وأخلاقها الرفيعة.
نور الشريف: من الورشة إلى المسرح
بحسب روايات الأهالي، كان نور الشريف في صغره يساعد عمه في ورشة نجارة بشارع قدري، وهو ما أكده "عم خضر"، أحد أقدم سكان الشارع وبائع فول وطعمية شهير هناك، قائلًا:"كان إنسان محترم من يومه، وشاهدناه يكبر بيننا، يساعد عمه ويذاكر، وكان محبوب من الجميع. وعندما أصبح نجماً كبيراً، لم ينس جذوره أبدًا".
حلم لم يكتمل: لوحة تخلد اسم نور الشريف على منزله القديم بالسيدة زينب
في وقت سابق، طالب الفنان والمخرج السينمائي محسن أحمد بتخليد اسم نور الشريف من خلال وضع لوحة على واجهة العقار الذي عاش فيه أيام الدراسة، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب رسمي لجهاز التنسيق الحضاري بهذا الشأن.

وكتب محسن عبر حسابه على "فيسبوك":"عمارة رقم 20 ش محمد عنايت السيدة زينب.. هنا عاش الفنان القدير نور الشريف وقت دراسته، وقد طالبت بأن يتم وضع لافتة توثق ذلك كما حدث في أماكن أخرى مع رموز فنية وثقافية".
غاب نور الشريف عن عالمنا في 11 أغسطس 2015، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 69 عامًا.
ورغم رحيله، بقي أثره محفوراً في ذاكرة السينما والمسرح، إذ قدم أعمالاً لا تُنسى في الدراما المصرية، وكان من أوائل دفعته في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967، بتقدير امتياز.
انهيار العقار رقم 20 ليس مجرد حدث مأساوي في سجل الحوادث اليومية بالقاهرة، بل هو سقوط رمزي لأحد أعمدة الذاكرة الشعبية المرتبطة بواحد من أعظم الفنانين الذين أنجبتهم مصر.