ماذا قال الشيخ الشعراوي عن عذاب القبر، إجابة غير متوقعة | فيديو

أكد الشيخ محمد متولي الشعراوي، الداعية الإسلامي الشهير، في لقاء نادر ضمن برنامج «لقاء الإيمان» مع الإعلامي الراحل محمود سلطان، أنه لا يوجد ما يعرف بـ "عذاب القبر" بالمعنى الذي يتصوره البعض.
وقال الشعراوي بوضوح: لا عذاب إلا بعد حساب، والحساب لا يكون إلا في الآخرة، أما القبر، فليس فيه عذاب، بل فيه عرض فقط لما ينتظر الإنسان من نعيم أو عذاب في الآخر.
عرض وليس عذابًا: ماذا يحدث في القبر حسب الشعراوي؟
وفقًا لما ذكره الإمام الشعراوي، فإن الإنسان في القبر يعرض عليه مصيره الأخروي، وليس المقصود بذلك العذاب التنفيذي كما في جهنم، بل هو عرض فقط، شبيه بمن يُرِي له مكانه المستقبلي، سواء كان من أهل الجنة أو النار.
واستشهد الشعراوي بقول الله تعالى في سورة غافر، آية 46: "النار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"
مشيرًا إلى أن العرض يكون في البرزخ (فترة ما بعد الموت وقبل البعث)، أما الإدخال الفعلي في النار فهو يوم القيامة، وهذا يدل على الفرق بين عرض العذاب وتنفيذه.
تشبيه شعراوي مبسط: بين الوليمة والعقاب
لإيصال الفكرة بشكل أقرب للعامة، قال الشعراوي: " لو رئيس الجمهورية دعاك على مأدبة فخمة، ووراك الموائد، هتفضل مبسوط حتى وإن ماكلتش لسه، أما لو شفت أدوات التعذيب في قسم شرطة وأنت متهم، هتحس بالرعب، حتى وإن لم ينفذ عليك شيء بعد"
وهذا ما وصفه بـ "عرض المنازل"، حيث يرى الإنسان جزاءه القادم، سواء كان سرورًا أو ترهيبًا.
مفهوم البرزخ والزمن عند الشعراوي
فسر الإمام الشعراوي تسلسل الزمن للإنسان بثلاث مراحل:
- الحياة الدنيا
- البرزخ (فترة القبر)
- الآخرة
وقال إن فرعون لم يعرض على النار في حياته، بل بعد موته، وهو الآن في البرزخ، يعرض عليه العذاب، ثم يتم إدخاله النار يوم القيامة، وهذا الترتيب يوضح – بحسب رأيه – أن عذاب القبر عرض فقط، لا تنفيذ للعقاب.
الشعراوي لم ينكر عذاب الآخرة بل وضح ترتيب المراحل
ومن المهم التنويه أن الشيخ الشعراوي لم ينكر عذاب الآخرة، بل أوضح أن عذاب القبر هو بمثابة عرض وتمهيد، والجزاء الفعلي لا يتم إلا بعد الحساب يوم القيامة، وهذا يتفق مع قوله تعالى: "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" (الغاشية: 25–26)
آراء أخرى داعمة: مفكرون وعلماء يشيدون بتحليل الشعراوي
أعاد البعض، من بينهم المفكر الإسلامي علي منصور كيالي، التأكيد على رؤية الشعراوي، مستشهدًا بالآيات القرآنية التي تفيد أن الحساب والعقاب لا يتم إلا بعد البعث.
كما أشار الطبيب النفسي الشهير د. أحمد عكاشة إلى أن التخويف المبالغ فيه بعذاب القبر قد يسبب صدمات نفسية أو يدفع البعض إلى الإلحاد، داعيًا إلى تبسيط المفاهيم دون تهويل، وهو ما كان يحرص عليه الإمام الشعراوي في دعوته.
الشعراوي يفرق بين "العرض" و"التنفيذ"
يرى الإمام الشعراوي أن ما يسمى بـ "عذاب القبر" ليس تنفيذًا لعقاب فعلي، بل هو عرض لمآل الإنسان المنتظر، فمن رأى الجنة في قبره فهو في سرور دائم، ومن رأى النار ولم يدخلها بعد، فهو في حالة ترقب مقلقة، لكنها ليست العذاب ذاته.