هل تستعد إسرائيل لشن توغل بري في إيران ؟ خبيرة سياسية توضح

في ظل التصعيد السريع بين إيران والاحتلال الإسرائيلي منذ فجر يوم الجمعة 13 يونيو، هناك بعض التساؤلات حول احتمالية استعداد الاحتلال الإسرائيلي للتوغل بريًا في الأراضي الإيرانية وانتهاء حرب السماء، لا سيما إلى أن الكيان الصهيوني بطمح في إسقاط نظام الحكم في طهران، زاعمًا أن النظام الحالي يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، فضلًا عن القضاء على المشروع النووي بالكامل الذي يوجد تحت أعماق الأرض.
وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة أريج جبر، أستاذة العلوم السياسية، أن التصعيد الجاري بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يزال في إطار المواجهات المحدودة، ولا يُتوقع أن يتطور إلى حرب مفتوحة أو شاملة على المدى القريب.
وأوضحت الدكتورة أريج جبر في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن ما نشهده حاليًا ليس حربًا تقليدية، بل صراع نفوذ يستخدم فيه الطرفان أدوات غير مباشرة، كالهجمات السيبرانية، الطائرات المسيّرة، والاغتيالات، إضافة إلى وسائل الذكاء الاصطناعي والاختراقات الاستخباراتية.
وأضافت جبر أن الكيان المحتل يسعى حاليًا إلى إضعاف إيران عسكريًا واقتصاديًا، وضرب قدرتها الدفاعية بشكل استباقي، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، لأنه يدرك أن الدخول في حرب برية أو جوية مفتوحة يتطلب قدرات لوجستية لا يملكها دون الدعم الغربي".

هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران
وحول أهداف إسرائيل من التصعيد، قالت أستاذ العلوم السياسية إن الهدف الحقيقي هو تحجيم النفوذ الإيراني وتجريد إيران من عناصر قوتها، لا سيما قدراتها الصاروخية التي تشكل تهديدًا وجوديًا على العمق الإسرائيلي، أكثر من كونه محاولة لمنع تخصيب اليورانيوم أو إنهاء البرنامج النووي.
كما أشارت إلى أن الطرفين يعانيان من أزمات داخلية تضغط عليهما لتفادي الانزلاق إلى حرب مفتوحة، فإسرائيل تواجه جبهة مشتعلة في غزة، وضغوطًا داخلية، وأصواتًا معارضة لسياسات نتنياهو، فيما تعاني إيران من أزمات اقتصادية وداخلية ناجمة عن العقوبات.
وشددت الدكتورة جبر على أن الـ48 ساعة القادمة ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فإما احتواء التصعيد وفتح قنوات دبلوماسية بمشاركة وسطاء كسلطنة عُمان وروسيا، أو انزلاق تدريجي نحو مواجهة أوسع إذا ما استمر التصعيد الميداني.

ورجّحت الدكتورة أريج جبر أن الولايات المتحدة رغم تورطها غير المباشر في الضربة الاستباقية، ستسعى إلى تأطير الصراع ومنع انفجاره، حفاظًا على توازنات إقليمية لا تحتمل مواجهة جديدة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الانهاك الأمريكي من الحروب طويلة الأمد منذ 2001، بحجة محاربة الإرهاب الذي صنعته واشنطن في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في العالم العربي، لكنها الآن لا تريد أن تكون طرفًا في حرب محسومة لصالح الكيان الإسرائيلي.