الإثنين 16 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، باحث يكشف خفايا "الأسد الصاعد"

الأسد الصاعد والوعد
الأسد الصاعد والوعد الصادق ٣ من ينتصر

إسرائيل وإيران، أكد محمد محسن عبد النور، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران فجر الجمعة 13 يونيو 2025، والتي عرفت باسم "الأسد الصاعد"، تمثل – بحسب رؤيته – تحولًا استراتيجيا في طبيعة الصراع بين طهران وتل أبيب، مشيرًا إلى أنها جزء من مشروع أمريكي موسع يهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، وليس فقط كبح نفوذه الإقليمي.

وأوضح عبد النور أن هذه العملية تدار أمريكيًا، وإن نفذت إسرائيليًا، حيث تسعى واشنطن من خلالها إلى توظيف تل أبيب كذراع عسكرية في مشروع إعادة ترتيب توازنات الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن المفاوضات والتصريحات التطمينية، التي يطلقها مسؤولون أمريكيون بين الحين والآخر، تدخل – وفق وصفه – ضمن إطار "خطة خداع استراتيجي" تستهدف النظام الإيراني من الداخل.

ويرى الباحث أن نتائج هذا التصعيد العسكري قد تسهم في رسم ملامح النظام الدولي القادم، خاصة في ظل التغييرات المتسارعة التي يشهدها العالم، ومنها صعود قوى مثل الصين وروسيا، وبروز تحالفات جديدة كمنظمة شنغهاي ومجموعة "بريكس"، ما جعل الولايات المتحدة تلجأ – بحسب تقديره – إلى استراتيجيات هجومية لعرقلة هذه التحولات، بدءًا من الحرب في أوكرانيا، إلى التصعيد ضد إيران.

وأشار عبد النور، إلى أن إيران تمثل من وجهة النظر الأمريكية "عقبة مركزية" في مشروع السيطرة على غرب آسيا، ولذلك اعتمدت واشنطن في السنوات الأخيرة على أدوات متعددة لمحاصرتها، شملت العقوبات الاقتصادية، الضغوط الدبلوماسية من خلال الترويكا الأوروبية، والعمليات العسكرية الاستخباراتية التي تنفذها إسرائيل ضد حلفاء طهران في المنطقة.

ويضيف محمد عبد النور، أن المرحلة الأخيرة من الاستراتيجية الأمريكية تهدف إلى تفكيك الدولة الإيرانية نفسها إلى كيانات متعددة، مشيرا إلى أن هذا السيناريو وإن بدا طموحًا، إلا أن وجود "ثغرات داخلية" في محور المقاومة، إلى جانب دعم بعض الجماعات الإيرانية في الخارج، يجعله هدفًا قيد التنفيذ وليس مجرد طرحا نظريا.

وفي السياق ذاته، لفت الباحث إلى أن الولايات المتحدة تعمل على إضعاف القدرات الدفاعية الإيرانية، وعرقلة تقدمها النووي، عبر خطوات تشمل الهجمات السيبرانية، واستهداف العلماء، وتفكيك النخب السياسية الداخلية، مستخدمة ورقة المفاوضات النووية كوسيلة لإثارة الانقسام بين التيارات السياسية داخل إيران، لاسيما بين المحافظين والإصلاحيين.

وأشار إلى أن شخصية رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق، تعود إلى الواجهة بدعم أمريكي، إذ دعا مؤخرا القوات المسلحة الإيرانية إلى الانشقاق، وطالب الشعب الإيراني بتنظيم إضرابات وعصيان مدني، على غرار ما حدث في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

لكن، وبحسب الباحث محمد محسن عبد النور، فقد تمكنت طهران من امتصاص الضربة الأولى بسرعة، وأظهرت قدرة على إعادة ترتيب صفوفها، إذ شنت ردا صاروخيا واسعا أجبر الإسرائيليين على الاحتماء في الملاجئ، كما شهد الداخل الإيراني حالة تعبئة شعبية خلف القيادة، متجاوزة الخلافات السياسية في مشهد نادر الحدوث.

وفي ختام تحليله، يرى عبد النور، أن الولايات المتحدة قد تندفع نحو تنفيذ خطوة نوعية أكثر خطورة، تتمثل في استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرًا أن ذلك سيكون تحولاً دراماتيكيا في مسار الصراع، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن هذا السيناريو سيواجه مقاومة عنيفة من الدولة الإيرانية ومجتمعها، ما يجعل مستقبل هذا التصعيد مفتوحا على كل الاحتمالات.

تم نسخ الرابط