الضربة الإسرائيلية والرد الإيراني: تصعيد عسكري غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، وقائمة خسائر الجانبين (تفاصيل)

أعلنت إيران تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "الوعد الصادق 3"، شملت إطلاق صواريخ باليستية من قواعد في طهران وكرمانشاه، ردًا على غارات جوية إسرائيلية استهدفت منشآت نووية داخل إيران وأدت إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني.

وأكد الحرس الثوري استخدام "منظومات وصواريخ ذكية عالية الدقة" في الضربات، في وقت أشارت فيه وكالة تسنيم إلى انطلاق موجة جديدة من الهجمات الإيرانية، بينما تحدثت وكالة فارس عن إطلاق مكثف من الأراضي الإيرانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي: "العملية واحدة من أكبر الهجمات العسكرية في تاريخ إسرائيل"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده نفذت واحدة من أضخم العمليات العسكرية في تاريخها، مؤكدًا أن النظام الإيراني في "مرحلة ضعف غير مسبوقة"، ومعتبرًا أن هذا الوقت يمثل "فرصة للشعب الإيراني للوقوف في وجه النظام".

وأشار نتنياهو إلى أن الهجوم كان يهدف إلى تحجيم البرنامج النووي الإيراني، وضرب البنية التحتية العسكرية التي تمثل تهديداً مباشراً لإسرائيل، بحسب تعبيره.

أضرار جسيمة وسقوط ضحايا في تل أبيب والقدس وسط استنفار أمني شامل

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن انفجارات دوت في كل من تل أبيب والقدس، عقب الهجوم الإيراني، حيث ارتفعت حصيلة المصابين في الجانب الإسرائيلي إلى 70 شخصًا، بينهم أربعة في حالة حرجة، فيما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن مقتل امرأة نتيجة سقوط صاروخ إيراني وسط البلاد.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض العشرات من الصواريخ الإيرانية، لكنه أقر بوجود ثغرات في الدفاع الجوي، داعيًا المواطنين إلى البقاء بالقرب من الملاجئ، تحسباً لأي هجمات إضافية.

ارتفاع حصيلة الضحايا في إيران: مقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 300 غالبيتهم مدنيون

وفي الجانب الإيراني، أكد مبعوث طهران لدى الأمم المتحدة مقتل 78 شخصًا، بينهم مسؤولون عسكريون كبار، في الغارات الإسرائيلية التي نفذت فجر الجمعة، بالإضافة إلى أكثر من 320 مصابًا، معظمهم من المدنيين، بحسب التصريحات الرسمية.

وفي العاصمة طهران، أُفيد بوقوع انفجارات شديدة وهزات عنيفة أثارت ذعراً واسعاً بين السكان، وسط تقارير عن دمار طال المناطق السكنية رغم تأكيد إسرائيل أن أهدافها كانت عسكرية ونووية فقط.

تصريحات متناقضة من ترامب وبايدن وقلق أممي من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهجوم الإسرائيلي كان "ممتاز"، مؤكدًا أن واشنطن لم تشارك في التخطيط له، ولكن في المقابل، دعا إيران إلى العودة لطاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، محذرًا من "ضربات إسرائيلية أكثر وحشية" في حال استمرت طهران في التصعيد.

ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى وقف التصعيد فوراً، مؤكداً أن "الدبلوماسية يجب أن تنتصر".

تباين في مشاعر الإيرانيين: غضب شعبي على النظام وقلق من حرب مدمّرة

أظهرت ردود الفعل في الشارع الإيراني تباينّا واضحًا إذ عبر كثير من المواطنين عن حزنهم لسقوط المدنيين، فيما أبدى بعضهم فتوراً تجاه مقتل القادة العسكريين الذين يُنظر إليهم كمشاركين في قمع الاحتجاجات الشعبية.

ورغم الهجمات الإسرائيلية، لام العديد من الإيرانيين النظام على فشله في حماية البلاد، وتورطه في مغامرات عسكرية خارجية، من خلال دعمه لجماعات مسلحة في لبنان والعراق وغزة.