إدريس إحميد لـ"الأيام المصرية":الهجوم الإسرائيلي ضد إيران موجة جديدة للسيطرة على المنطقة

قال الباحث السياسي الليبي إدريس إحميد إن الهجوم الأخير في المنطقة لا يمكن فصله عن جملة من المتغيرات الجيوسياسية التي شهدتها الساحة، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يأتي ضمن استراتيجية بعيدة المدى بدأ تنفيذها على مراحل، بدعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح إدريس إحميد في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن عملية "طوفان الأقصى" وتداعياتها كان لها أثر كبير في إضعاف أذرع إيران في المنطقة، سواء في سوريا أو لبنان، بالإضافة إلى الضغوط التي يواجهها الحوثيون رغم تحركاتهم المستمرة، حيث يواجهون حصارًا اقتصاديًا كبيرًا.

إدريس إحميد: إيران باتت مخترقة أمنيا
وأضاف أن إيران باتت مخترقة أمنيًا، مشيرًا إلى عدة عمليات اختراق واغتيال طالت علماء وقادة بارزين، حيث إن ما حدث مع إسماعيل هنية في طهران، دليل على هشاشة الوضع الأمني الإيراني.
وأوضح إحميد أن المفاوضات بين الجانبين كانت تسير نحو التهدئة، لكن إسرائيل استبقت النتائج بشن هجوم واسع، في محاولة منها لإفشال أي اتفاق محتمل، حيث إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تثق في إيران ولا ترغب في أي حل سياسي معها.
وأشار الباحث الليبي إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش أزمة داخلية حادة، بسبب ملف الرهائن لدى حماس والرفض الشعبي لسياساته، ويحاول عبر العمليات العسكرية إعادة إنتاج نفسه سياسيًا تحت مبرر "الدفاع عن أمن إسرائيل".
ويرى إحميد أن الانتصارات العسكرية التي يروج لها جيش الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى صرف الأنظار عن الأزمات السياسية الداخلية التي تحاصر نتنياهو، وعلى رأسها ملفات الفساد التي تنتظره في أروقة القضاء.
وأكد أن الولايات المتحدة تلعب دورًا داعمًا ومباشرًا في الهجوم الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان صريحًا في حديثه عن إعطاء الفرص لإيران دون استجابة، ما يشير إلى وجود غطاء أمريكي صريح للتحركات الإسرائيلية، سواء عبر الدعم اللوجستي أو الاستخباراتي أو العسكري.

إدريس إحميد: نتنياهو يرى نفسه أنه فوق العالم
وتابع الباحث أن الموقف الدولي لا صوت له لأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته ترى في نفسها فوق العالم، والدليل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،
واختتم إدريس إحميد بأن إيران اليوم أمام مفترق طرق حاد، إما الاستمرار في برنامجها النووي تحت التهديد الإسرائيلي، أو القبول بالمفاوضات والتخلي عن البرنامج، وهو الخيارين المرّين، مشيرًا إلى أن الغموض لا يزال يلف مصير ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني.