الولايات المتحدة تخلي سفارتها جزئيًا في العراق وسط تصاعد التوتر مع إيران

بدأت الولايات المتحدة إجلاء جزئيًا لموظفي سفارتها في بغداد، بسبب تصاعد المخاطر في المنطقة، بالتزامن مع تعثر المحادثات النووية مع إيران وتصريحات تصعيدية من الجانبين. 

وشهدت الأسواق العالمية ارتباكًا على وقع هذه التطورات، فيما ارتفعت أسعار النفط وتحذّرت الملاحة الدولية من تصعيد محتمل.

واشنطن تبدأ إخلاء جزئي لسفارتها في العراق

كشفت وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر أمريكية وعراقية، أن الولايات المتحدة قررت إجلاء الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من سفارتها في بغداد، في خطوة وصفت بأنها احترازية.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لـ"بي بي سي": "نقيم باستمرار الوضع الأمني المناسب في جميع سفاراتنا، وقررنا تقليص حجم بعثتنا في العراق استنادًا إلى آخر التحليلات".

مخاوف أمنية في ظل تعثر المحادثات النووية مع إيران

ورغم عدم صدور توضيحات رسمية بشأن طبيعة التهديدات، فإن القرار الأمريكي يأتي في سياق تزايد التوتر الإقليمي على خلفية تعثّر المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "ثقتي في توصل إيران لاتفاق تتراجع"، مؤكدًا أن وقف تخصيب اليورانيوم لا يزال مطلبًا أمريكيًا أساسيًا.

إيران تهدد برد عسكري، وتصعيد محتمل في الخليج

في المقابل، توعّد وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده بالرد بقوة، وقال: "إذا فشلت المحادثات وتعرّضنا لهجوم، سنرد بقصف القواعد الأمريكية في المنطقة".

كما نقلت فرانس برس عن مسؤول أمني عراقي تأكيده قرار الإجلاء الجزئي، مشيرًا إلى تنسيق مع "فصائل مسلحة موالية لإيران" لوقف أي استهداف محتمل للسفارة.

مغادرة طوعية من دول أخرى في المنطقة

أفادت وكالة أسوشيتد برس أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أوامر بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفارتي البحرين والكويت.

كما أكد مسؤولون أمريكيون أنه لم تُصدر أوامر مشابهة لسفارة واشنطن في قطر، ولا تزال قاعدة العديد الجوية تعمل بشكل طبيعي.

أسعار النفط تقفز وتحذيرات للملاحة البحرية

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4% على خلفية هذه التطورات، وسجل خام برنت 69.18 دولارًا للبرميل بعد قفزة بقيمة 3 دولارات، وسط مخاوف من اضطرابات في الإمدادات الإقليمية.

كما حذرت وكالة الملاحة البحرية البريطانية من تصعيد عسكري محتمل، قد يعرقل حركة الملاحة في الخليج وخليج عُمان ومضيق هرمز، داعية السفن إلى توخي الحذر أثناء الإبحار.

مصر تدعو للحوار وتحذر من التصعيد

في تطور دبلوماسي مواكب، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن دعم بلاده للمسار التفاوضي، مشددًا على أولوية التهدئة ورفض الحلول العسكرية، جاء ذلك عقب اجتماع ثلاثي جمعه بنظيريه الإيراني والعماني على هامش منتدى أوسلو.

جولة جديدة من المحادثات النووية قيد التحضير

رغم التصعيد، من المرتقب عقد جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، مع توقعات بأن تُقدّم طهران مقترحًا مضادًا بعد رفضها العرض الأمريكي الأخير.

ويهدف الطرفان إلى التوصل إلى اتفاق بديل لاتفاق 2015 النووي، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، مقابل وقف إيران لتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

يأتي الإجلاء الأمريكي لسفارتها في العراق في توقيت حرج يعكس تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، ومع تعثر المفاوضات النووية وتهديدات متبادلة، تبدو المنطقة مقبلة على تصعيد قد تكون له تداعيات أمنية واقتصادية كبرى على الشرق الأوسط والعالم.