في ذكرى ميلاده، محمد عوض نصف قرن من البهجة والابتسامة واستمرار للأثر بعد الرحيل

محمد عوض، يحل اليوم الخميس 12 يونيو ذكرى ميلاد أحد أبرز رموز الكوميديا المصرية في العصر الذهبي، الفنان الراحل محمد عوض، الذي استطاع بخفة ظله وحضوره الطاغي أن يحفر اسمه في ذاكرة الفن العربي، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ممتدًا يجمع بين الضحك الهادف والموهبة الصادقة.

ولد محمد عوض في مثل هذا اليوم عام 1932 بالعاصمة المصرية القاهرة، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة، قبل أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية، حيث بدأ رحلته الفنية التي استمرت عقودًا طويلة حافلة بالنجاحات في المسرح والسينما والتلفزيون.

محمد عوض نصف قرن من البهجة والابتسامة.. وإرث فني خالد تجاوز 150 عملًا

بدأت أولى خطوات محمد عوض في عالم الفن من خلال مسرح الجامعة، حيث أسس فرقة مسرحية أعادت إحياء أعمال نجيب الريحاني، الذي كان له تأثير كبير في تكوينه الفني. 

ونجح عوض في الاستعانة بعدد من أبطال مسرحيات الريحاني للمشاركة في عروضه، وهو ما مهد لانضمامه لاحقًا إلى فرقة الريحاني المسرحية بعد التخرج.

تألقت موهبته على خشبة المسرح، خاصة بعد مسرحية "جلفدان هانم"، التي كانت بوابة شهرته، لتتوالى بعدها الأعمال المسرحية الناجحة ومنها: الطرطور، وغيرها من العروض التي رسّخت مكانته كأحد نجوم الكوميديا المسرحية.

تميز محمد عوض في السينما بتلقائيته وذكائه الكوميدي، حيث اعتمد على لغة الجسد والتعبير الوجهي بشكل لافت، فاستطاع أن يخلق لنفسه أسلوبًا خاصًا، جعله أحد ألمع نجوم شباك التذاكر.

شارك في أكثر من 150 عملًا فنيًا، من أبرزها: "دعني والدموع، شقاوة رجالة، الأصدقاء الثلاثة، حارة السقايين، شقة الطلبة، إجازة بالعافية، كيف تسرق مليونير، شهر عسل بدون إزعاج، السيرك، حلوة وشقية، شياطين البحر، مغامرة شباب، الحب سنة 70، أزمة سكن" وغيرها من الأعمال التي جمعت بين الطابع الكوميدي والدرامي، وجعلت منه نجمًا شعبيًا قريبًا من القلوب.

عائلة فنية.. واستمرار للأثر بعد الرحيل

تزوج الفنان محمد عوض من زميلته في الدراسة قوت القلوب عبد الوهاب، وأنجب منها ثلاثة أبناء ساروا على دربه الفني، وهم: عادل عوض (مخرج سينمائي)، عاطف عوض (مصمم استعراضات)، علاء عوض (ممثل).

رغم رحيله في 27 فبراير 1997، ما زالت أعماله تعرض حتى اليوم، وتعتبر مصدرًا للفرح والحنين لفن الزمن الجميل، حيث استطاع أن يمزج بين الكوميديا والفكر في أعماله، مقدمًا فنًا راقيًا خالدًا في وجدان الجمهور.