تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير، ترتيبات ضخمة لحدث عالمي فريد (فيديو)

تتجه أنظار العالم إلى مصر خلال الأيام المقبلة خاصةً مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أكبر المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، والذي يعد تتويجًا لجهود مصر في الحفاظ على تراثها الحضاري الفريد.
ترتيبات عالمية لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير
قالت الدكتورة هدى سلامة، الباحثة في إدارة المتاحف والمواقع الأثرية في جامعة عين شمس، خلال لقائها في برنامج صباح البلد أن الدولة تستعد لحفل افتتاح أسطوري يوازي ما شهده طريق الكباش من عروض مبهرة، وتشير التوقعات إلى مشاركة واسعة من رؤساء وزعماء الدول، ومديري المتاحف العالمية، وممثلي منظمات دولية مثل منظمة اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM).
وسيتم تغطية الحدث من خلال قنوات تلفزيونية عالمية، ما يعد ترويجًا مجانيًا لمصر على مستوى السياحة الثقافية، ويعكس حجم الحدث الذي يقام لأول مرة بهذا الشكل في مصر.

عروض فنية وحضارية مبهرة
وتابعت سلامة: من المنتظر أن يشهد الافتتاح عروضًا فنية تحاكي الحضارة المصرية القديمة، من خلال فرقة موسيقية تقدم مقتطفات من التراث، وعروض صوت وضوء توثق مراحل التاريخ المصري، كما تقام مؤتمرات علمية بمشاركة خبراء من مختلف التخصصات، لمناقشة قضايا التراث وإدارة المتاحف.
متحف غير تقليدي بتقنيات القرن 21
وأكدت سلامة أنه لا يعد المتحف المصري الكبير مجرد متحف أثري، بل هو مؤسسة ثقافية علمية تربوية متكاملة، فهو لا يعتمد على أسلوب العرض التقليدي، بل يوظف تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، إلى جانب شاشات تفاعلية تعمل باللمس، لتمنح الزائر تجربة غير مسبوقة.
وتوفر هذه الوسائل رحلة افتراضية داخل الحضارة المصرية القديمة، تستعرض طقوس الحياة اليومية، المعارك الحربية، والفن الجنائزي من زوايا متعددة، بطريقة غامرة وحديثة.
قاعة توت عنخ آمون.. ممتلكات الملك الشاب في مكان واحد
وأضافت أنه من أبرز معالم المتحف هي قاعة الملك توت عنخ آمون، والتي تعرض فيها نحو 5000 قطعة أثرية كاملة، للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، وتعد هذه المرة الأولى التي تعرض فيها المجموعة الكاملة للملك الشاب في مكان واحد، بعد أن كانت موزعة بين المتاحف والمخازن.
ويركز عرض المجموعة على الحياة اليومية للملك، من ملابسه ومقتنياته الشخصية إلى أسلحته وعجلاته الحربية، ثم ينتقل العرض إلى طقوس الدفن والأثاث الجنائزي، بما يشمل الأسرة الجنائزية والتوابيت الشهيرة.

أنشطة للأطفال وندوات علمية
وتابعت الدكتورة هدى سلامة: يشمل المتحف أيضًا متحفًا للأطفال، إذ تقام فيه أنشطة تفاعلية وبرامج تعليمية تعرف الأطفال بتاريخ مصر بطريقة مبسطة وجذابة، كما يصاحب الافتتاح ندوات وفعاليات علمية وثقافية يشارك فيها باحثون وفنانون عالميون.
تجربة الزائر تبدأ من الطريق
وأكدت هدى سلامة: أن التحضيرات شملت تطوير الطرق المؤدية إلى المتحف، بما يهيئ الزائر نفسيًا وثقافيًا منذ لحظة اقترابه من الموقع، مضيفة أن الطرق قد تم تجميلها، وتشجيرها، وتركيب مجسمات إنارة حديثة، بما يجعل تجربة الزيارة لا تبدأ من داخل المتحف بل من لحظة الوصول إليه.

أثر اقتصادي متوقع بعد الافتتاح
وتوقعت سلامة أن تطول مدة إقامة الزائر داخل المتحف بسبب تنوع التجربة وتعدد أنشطته، ما يزيد من إنفاقه ويؤثر إيجابًا على الدخل القومي، كما شددت على أن سهولة الوصول إلى المتحف وراحة الزائر تلعب دورًا محوريًا في الجذب السياحي واستمرارية الإقبال العالمي عليه.