الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

القصة الكاملة لوفاة سائق سيارة المواد البترولية شهيد الشهامة، انقذ العاشر من كارثة

خالد شوقي شهيد الشهامة
خالد شوقي شهيد الشهامة

يعيش أهالي قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية حالة من الحزن العميق، في انتظار وصول جثمان ابنهم البطل خالد محمد شوقي، الذي ارتقى شهيدًا بعدما سطر موقفًا بطوليًا قلّ نظيره، أنقذ خلاله أرواح العشرات من كارثة مدمرة كادت أن تودي بحياة الكثيرين.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لواقعة سائق شاحنة المواد البترولية شهيد الشهامة الذي أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة، وجاءت التفاصيل كالتالي:

واقعة سائق شاحنة المواد البترولية شهيد الشهامة خالد شوقي، التفاصيل الكاملة 

وتعود تفاصيل الواقعة إلى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، إذ اندلع حريق مفاجئ داخل إحدى محطات الوقود نتيجة انفجار خزان وقود سيارة بسبب ارتفاع درجة حرارته. 

وسرعان ما امتدت النيران، مهددة بانفجار كارثي قد يصل إلى الخزانات الأخرى، أو يمتد إلى المنازل المجاورة، ما يعني دمارًا واسعًا وخسائر بشرية ومادية فادحة.

وفي لحظة مفصلية لا تقبل التردد، بادر السائق خالد شوقي، بالتحرك بشجاعة نادرة، ولم يتوان لحظة، واندفع نحو السيارة المشتعلة، متحديًا ألسنة اللهب التي كانت تلتهمها. 

وصعد خالد، إلى مقعد القيادة بسرعة مذهلة، وقاد السيارة إلى خارج المحطة قبل أن تتمكن النيران من الوصول إلى خزانات الوقود أو أن تنتشر في الأرجاء.

وبهذا التصرف الاستثنائي، أنقذ خالد حياة عشرات العاملين والمواطنين الذين تواجدوا في المحطة والمحيط القريب منها، مجنبًا المنطقة كارثة حقيقية كانت ستخلف آثارًا مدمرة.

ولكن الثمن كان فادحًا؛ إذ أصيب خالد بحروق خطيرة من الدرجة الأولى والثانية، نقل على إثرها إلى المستشفى، إذ حاول الأطباء جاهدين إنقاذ حياته، إلا أن إصاباته البالغة لم تمهله طويلًا، ففارق الحياة بعد أيام من الحادث متأثرًا بإصابته، وسط دعوات الجميع له بالرحمة والمغفرة.

وفور شيوع نبأ وفاته، عم الحزن أنحاء قرية مبارك، التي ودعت واحدًا من أنبل أبنائها، فخالد لم يكن مجرد سائقًا بسيطًا، بل كان مثالًا في الخلق والتواضع والشهامة، كما وصفه أبناء قريته الذين أجمعوا على محبته وتقديرهم لمواقفه الإنسانية وأخلاقه النبيلة.

وقد احتشد المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة أمام منزل أسرته لتقديم واجب العزاء، معبرين عن فخرهم بما قدمه خالد من تضحية، مؤكدين أن ما قام به ليس غريبًا عليه، فقد عرفوه دائمًا مقدامًا في الخير، محبًا للناس، وسريع الاستجابة لنداء الواجب.

هكذا تكتب البطولات الحقيقية، بعيدًا عن أضواء الكاميرات، وفي لحظة اختيار لا يعرفها إلا أصحاب القلوب النقية والشجاعة الفطرية، خالد شوقي لم ينتظر تكريمًا أو شهادة شكر، بل تحرك من دافع إنساني صرف، ليكتب اسمه في سجل الأبطال الذين قدّموا حياتهم فداءً للآخرين.

وفي الوقت الذي تستعد فيه قرية مبارك لاستقبال جثمان ابنها، فإن ذكراه ستظل محفورة في قلوب محبيه، نموذجًا يحتذى به في الإقدام والتضحية، ومثالًا حيًا على أن البطولة لا تحتاج إلى رتب أو أوسمة، بل إلى قلب شجاع وروح نقية تضع حياة الآخرين فوق الحياة نفسها.

تم نسخ الرابط