اشتباكات مسلحة في أول أيام عيد الأضحى بليبيا، الرصاص لا يتوقف في صبراتة

لا تزال الأزمات الأمنية والسياسية تلقي بظلالها الثقيلة على حياة الليبيين، حتى في المناسبات الدينية التي من المفترض أن تكون وقتًا للسلام والطمأنينة، فقد شهد عيد الأضحى 2025 في ليبيا اضطرابات جديدة، وسط استمرار الانقسام السياسي والانفلات الأمني.
اشتباكات صبراتة، رصاص العيد يحرم المواطنين من صلاة العيد
في مدينة صبراتة الواقعة غرب البلاد، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة صباح يوم العيد بين مجموعات مسلحة متنازعة، مما خلق حالة من الذعر بين السكان المحليين.
وأصدر الهلال الأحمر الليبي نداءات عاجلة للسكان بضرورة البقاء في منازلهم والابتعاد عن مناطق الاشتباك حفاظًا على أرواحهم، وقد حالت هذه الاشتباكات دون تمكن عدد من الأهالي من أداء صلاة العيد، في مشهد مؤلم يعيد إلى الأذهان ذكريات التوترات الأمنية السابقة.
الهدوء الحذر في مدن أخرى وسط انقسام سياسي مستمر
ورغم أن بعض المدن الليبية شهدت هدوءًا نسبيًا، إلا أن حالة الترقب والحذر ما زالت تخيم على الأجواء العامة، خصوصًا في ظل استمرار الصراع السياسي بين مجلس النواب في بنغازي وحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في طرابلس.
هذا الانقسام يعمّق حالة عدم الاستقرار ويضعف قدرة الدولة على ضبط الوضع الأمني، خاصة خلال المناسبات الدينية.

احتجاجات ومبادرات سياسية متزامنة مع العيد
بالتزامن مع إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن مبادرة سياسية جديدة تهدف لحل الأزمة السياسية، شهدت عدة مدن ليبية مظاهرات شعبية رافضة للحكومة، ما يظهر اتساع فجوة الثقة بين الشارع والسلطات.
الاقتصاد الليبي يختنق رغم محاولات التخفيف خلال العيد
لا يخفى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في ليبيا، التي تراكمت عبر سنوات من النزاع، ألقت بظلالها أيضًا على عيد الأضحى 2025 ومع ذلك، حاولت الحكومتان اتخاذ إجراءات لتهدئة الأوضاع وتخفيف الأعباء على المواطنين، ومن أبرزها:
- توفير السيولة النقدية في البنوك لتيسير عمليات الشراء.
- خفض أسعار الأضاحي من خلال الاستيراد أو الدعم الحكومي.
- توزيع أضاحي مجانية لبعض الأسر المحتاجة في مبادرات إنسانية تهدف لرفع المعاناة عن الفئات الأكثر فقرًا.
ورغم هذه الجهود، فإن تأثيرها ظل محدودًا في ظل التوترات الأمنية والانقسام السياسي الذي يعطل فاعلية أي حلول مستدامة.

عيد الأضحى في ليبيا، فرحة ناقصة وظلال الحرب لا تغيب
بين صوت الرصاص في صبراتة، ومطالب الشارع الغاضب، والضغوط الاقتصادية المتفاقمة، يأتي عيد الأضحى في ليبيا بطعم مختلف، حيث يغيب الشعور بالطمأنينة والاحتفال الجماعي.