لماذا طالت حرب غزة.. خبيرة تفضخ مخططات إسرائيل لتنفيذ المشروع الصهيوني

لماذا طالت حرب غزة سؤال يطرحه كثيرين بحثا عن تحليل للأحداث الدامية على الأرض الفلسطينية ، وفي هذا السياق قالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا تندرج فقط ضمن إطار عملياتي عسكري، بل تحمل أبعادًا استراتيجية تهدف إلى إعادة ترسيم ديموغرافية القطاع، وهو ما ينسف أي تصورات حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، ويتقاطع مع فشل المسارات السياسية والتفاوضية العربية والدولية.
إيمان زهران: العدوان على غزة يهدف لإعادة ترسيم القطاع وتفريغ الأرض من سكانها
وأضافت “زهران”، في تصريحات لها، أن السياقات السياسية والعملياتية للحرب تشير إلى خطة إسرائيلية منهجية لتفريغ القطاع من سكانه، بما يتيح للإسرائيليين تنفيذ مخططات إحلال استيطاني على غرار "الكيبوتس"، في محاولة لإجهاض الحلول السياسية المستقبلية.
خبيرة: الاحتلال يعيد تكرار نكبة 48 بأدوات عسكرية وديموغرافية جديدة
وأكدت أن التحركات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك أوامر الإخلاء الجماعي للسكان عبر منشورات تلقى من الجو، تمثل امتدادًا لسياسة ممنهجة بدأت منذ نكبة عام 1948، تعتمد على تهجير الفلسطينيين كوسيلة لتأمين المشروع الصهيوني.

ورأت زهران أن هذه السياسات تأتي في وقت يعاني فيه الداخل الإسرائيلي من تصدعات سياسية وملفات فساد وانقسام داخلي، وهو ما يدفع القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، إلى تصدير الأزمات باتجاه الخارج عبر تصعيد عسكري يخدم أجندته الشخصية ويصرف الأنظار عن الإخفاقات الداخلية.
خبيرة: وجود تفاهمات إسرائيلية-أمريكية تدعم استمرار العدوان على غزة
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أشارت الدكتورة إيمان زهران إلى وجود تفاهمات إسرائيلية-أمريكية تدعم استمرار العدوان على غزة، في الوقت الذي تنخرط فيه واشنطن في مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، مما يُظهر تناقضًا واضحًا في الأولويات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأوضحت الخبيرة السياسية أن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار يرجع إلى تعقيدات إقليمية ودولية، وكذلك إلى عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى بعض الأطراف، مضيفة أن بنك الأهداف الإسرائيلي يتجاوز الردع العسكري، ليصل إلى محاولات إبادة منهجية للقطاع، وتفريغ الأرض من سكانها بهدف طمس القضية الفلسطينية برمتها.
إيمان زهران تتحدث عن موضوع اللاجئين وحق العودة
كما تناولت زهران موضوع اللاجئين وحق العودة، مشيرة إلى أن القضايا المرتبطة بالمياه والحوكمة والموارد باتت تُستخدم كعراقيل منهجية ضد أي تسوية سياسية، الأمر الذي يفشل المفاوضات ويغلق الطريق أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وأوضحت أن الرهان الحالي يجب أن يكون على أنسنة الصراع وتحقيق هدنة إنسانية شاملة تبنى عليها تفاهمات سياسية تدريجية، مشيرة إلى أهمية الدور العربي والمصري في هذا السياق، بالتوازي مع الحراك الدولي.
وعلقت زهران على المواقف الأوروبية، مشيرة إلى أن تصريحات بعض الدول، وعلى رأسها بريطانيا، بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، تحمل طابعًا شعبويًا وإنسانيًا، ولكنها لا تزال تفتقر إلى آليات حقيقية لدعم الحل السياسي أو تعزيز الموقف العربي.
واختتمت بالقول إن التغيرات في المشهد السياسي الأوروبي يمكن أن تسهم في إعادة صياغة الخطاب تجاه القضية الفلسطينية، ولكن الاختبار الحقيقي يكمن في مدى التزام القوى الدولية باتخاذ خطوات ملموسة نحو وقف الحرب وتحقيق العدالة للفلسطينيين.