الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خبراء: فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة يفضح مخططًا لعسكرة العمل الإنساني

فشل الآلية الأمريكية
فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة

فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة، أثار فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة جدلًا واسعًا في الأوساط الإنسانية والسياسية، بعدما تحولت أولى محاولات التوزيع إلى مشهد مأساوي من الفوضى والانتهاكات، وسط اتهامات للشركة الأمريكية المنفذة بتحويل المساعدات إلى أداة للسيطرة الأمنية.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لآراء الخبراء والمحللين بشأن فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة، وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:

فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة، التفاصيل الكاملة 

فشل الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات بغزة، وبحسب مراقبين، فإن اليوم الأول لتوزيع المساعدات الذي تم وفقًا للآلية الأمريكية-الإسرائيلية المشتركة، كشف عن خلل جذري في التخطيط والتنفيذ، وأدى إلى تدافع آلاف المدنيين داخل مناطق مغلقة محاطة بالأسلاك والأسوار، أشبه بمعسكرات احتجاز.

وخلال تلك العملية، تم استخدام تقنيات بيومترية كبصمة العين والوجه لتسليم المساعدات، كما سُجّلت حالات اعتقال بين المدنيين.

وقد جاءت هذه التطورات بعد إعلان المدير التنفيذي لمؤسسة "إغاثة غزة"، جيك وود، استقالته من منصبه، مؤكدًا أن المؤسسة لم تعد قادرة على العمل باستقلالية أو الحفاظ على المبادئ الإنسانية الأساسية. وعلّق وود على القرار بقوله: “ما شهدته يؤكد أن الهدف لم يكن إنسانيًا، بل أمنيًا وعسكريًا”.


ويؤكد خبراء في العمل الإنساني أن الآلية المعتمدة لم تكن سوى محاولة مكشوفة لعسكرة الإغاثة وفرض السيطرة على المدنيين من خلال الغذاء، في تجاهل واضح لدور المؤسسات الأممية المعنية، وعلى رأسها الأونروا. 

ويشير هؤلاء إلى أن توزيع كميات محدودة من المواد الغذائية - بالكاد تكفي أسرة ليوم واحد - في ظروف مهينة، يعكس فشلًا في الفهم الأساسي لاحتياجات القطاع.

وأوضح العديد من الخبراء في الشؤون الإنسانية، أن “ما جرى ليس مجرد فشل لوجستي، بل يعكس غيابًا تامًا للمبادئ الإنسانية، واستخدام الغذاء كسلاح للسيطرة، ثم تبرير الانتهاكات بالعجز عن احتواء الجموع، هو أمر خطير وغير مقبول”.

وفي أعقاب الفوضى، اقتحم الأهالي بعض مراكز التوزيع واستولوا على ما فيها من مساعدات ومعدات، في مشهد يعكس مدى الإحباط واليأس من العملية.

وقد واجهت هذه التحركات الشعبية ردًا عنيفًا من قوات الاحتلال التي فتحت النار، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة العشرات.

وبررت الشركة الأمريكية، التي انسحب موظفوها المسلحون من موقع الأحداث، ذلك  بـ"العدد الكبير من المتجمعين"، مدعية أن انسحابهم جاء "حفاظًا على حياة المدنيين" – وهو ما رفضه محللون بوصفه “تبريرًا مفضوحًا للفشل”.

ويحذر مراقبون من أن ما جرى قد يكون بمثابة اختبار لنمط جديد من التحكم السكاني تحت غطاء إنساني، إذ يرى باحثون، أن “الأمر لا يتعلق فقط بسوء توزيع المساعدات، بل بمحاولة لتجربة سيناريوهات حصر السكان وربما تهجيرهم مستقبلاً، عبر خلق بيئة خانقة تستخدم فيها الحاجة كسلاح”.

وشبهوا المشهد بما جرى في ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي الفاشي، حين جمع السكان في معسكرات تحت ذريعة الأمن، مؤكدًا أن “إسرائيل وأمريكا لا تبحثان عن حلول، بل عن أدوات لضبط السكان والتمهيد لمشاريع طويلة الأمد لتغيير الواقع الديموجرافي في غزة”.

ومن جهة أخرى، يرى خبراء أن هذا الفشل يفتح المجال مجددًا للدور المصري والعربي في قيادة جهود إيصال المساعدات وإعادة الإعمار، فمصر، عبر معبر رفح، كانت ولا تزال الممر الرئيسي لإدخال الإغاثة، ويؤكد متخصصون أن أي حل واقعي يجب أن يمر عبر آلية مصرية – أممية، بعيدًا عن التدخلات العسكرية أو الأمنية.

ويؤكد العديد من الباحثين في الشؤون الأمنية والسياسية، أن “مصر تملك مفاتيح الحل، سواء عبر خطتها لوقف إطلاق النار أو عبر آلية إدخال المساعدات، لا يمكن تجاوز هذا الدور، ولا يمكن لأي جهة فرض نفسها عبر القوة على سكان غزة، مهما حاولت عسكرة المشهد”. 

ويدعو الخبراء إلى موقف عربي موحد للضغط على واشنطن وتل أبيب لسحب الآلية الفاشلة، واستبدالها بخطة واضحة تسمح بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بإشراف أممي ومصري، مع منح مؤسسات الإغاثة الخبرة الكافية في توزيع المساعدات، حق تنفيذ المهمة بعيدًا عن أي تدخل سياسي أو عسكري. 

تم نسخ الرابط