الخميس 05 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خالد عكاشة: أمريكا وعدت مصر وقطر بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب

العميد خالد عكاشة
العميد خالد عكاشة

أكد العميد خالد عكاشة  مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه الأهداف الميدانية الحالية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ترتبط برغبة بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني في محاولة الإبقاء على العملية العسكرية كما هي، والسعي لإفشال كل جهود الوساطة، بل والمناورة والالتفاف على الضغوط الأمريكية. 

وقال العميد خالد عكاشة إن هذه الضغوط كانت واضحة خلال أيام الأسبوع الماضية، خصوصًا منذ يوم الإثنين الماضي، حين بدأ الحديث عن قرب وصول مقترح ويتكوف إلى محطة قبول إسرائيلي، لكننا فوجئنا بالجانب الإسرائيلي يبدأ في عمليات مناورة، أما على المستوى العسكري، فالأهداف الميدانية غائبة، إذ أننا بصدد أزمة سياسية حقيقية تواجهها حكومة نتنياهو، والتي ترى من وجهة نظرها أن طوق النجاة الوحيد أمامها هو استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، كي تبقى هذه الحكومة متماسكة على الأقل داخليًا.

حماس قبلت بالإطار العام للمقترح الأمريكي الذي تم تقديمه بمشاركة مصر وقطر

وفيما يتعلق بالمستجدات حول جهود الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فأوضح عكاشة أن الحقيقة أنه لا توجد نقاط خلافية رئيسية، خاصة بعد أن قبلت حركة حماس الإطار العام للصفقة أو للمحتوى الأمريكي الذي تم تقديمه بالمشاركة مع كل من مصر وقطر. 

وأضاف أنه كان هناك مجموعة من المتطلبات الفلسطينية، معتقدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاوبت معها بفضل الجهد المصري والقطري الداعم، والذي استطاع بلورة ما يمكن التعامل معه، حيث كانت المرحلة الأولى أو المشهد الأول في هذا الإطار هو إدخال المساعدات الإنسانية وبدء تنفيذ البروتوكول الإنساني المنصوص عليه.

قطاع غزة

وأشار إلى فرص تحقيق اتفاقية لوقف إطلاق النار، والعوامل الحاسمة التي قد تُحدث اختراقًا، فالعامل الحاسم الآن هو مدى الغضب الأمريكي، حيث قد أعربت الولايات المتحدة عن غضبها الشديد من المناورة الإسرائيلية الأخيرة، خاصة وأن هذه الاتفاقية، رغم أنها خرجت من رحم الاتفاقية التي أنجزتها مصر خلال اتفاق الهدنة الأول، إلا أن هناك رغبة في تسميتها باتفاقية أو وثيقة "ويتكوف" لتسويقها داخل إسرائيل ورفع الحرج عن الجانب الإسرائيلي. 

العميد خالد عكاشة: إسرائيل خذلت الولايات المتحدة بمواصلة العمليات العسكرية في غزة

وأضاف:"إسرائيل خذلت الولايات المتحدة مجددًا، ربما للمرة العاشرة، وحاولت الالتفاف على الاتفاقية بمواصلة العمليات العسكرية، وهذا ما يفسر أننا بدأنا بالفعل بالجانب الإنساني، وهو من النقاط الرئيسية التي أصر عليها الوسطاء العرب، مصر وقطر، خاصة مع الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة.

وتابع:"أما عن تأثير التطورات السياسية والأمنية داخل إسرائيل، خصوصًا على الحكومة الائتلافية والرأي العام الإسرائيلي، فهذا يؤثر بشكل مباشر على مرونة الموقف التفاوضي الإسرائيلي وقبوله بصفقة تتضمن انسحابًا كاملاً وإطلاق سراح الأسرى، والسؤال هنا فعلاً مهم ويعطينا تفسيرات لأسباب المناورات الإسرائيلية المتكررة وخذلانها لحليفها الأمريكي، فالحكومة الإسرائيلية الحالية تعاني من مشكلة سياسية حقيقية، واستمرار الحرب يمثل طوق نجاة لها.

تكلفة حرب غزة 80 مليار دولار.. والاقتصاد الإسرائيلي يعاني بشدة 

ولفت إلى ملامح الأزمة التي تواجهها حكومة نتنياهو تتمثل في ثلاث نقاط رئيسية أولها ما نُشر اليوم في مقال بصحيفة إسرائيلية للكاتب "متسان كوهين"، والذي ذكر أن تكلفة الحرب حتى هذه اللحظة بلغت 80 مليار دولار، أي ما يتجاوز 300 مليار شيكل منذ بدايتها، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بشدة، ولولا الدعم المالي الأمريكي لم تكن إسرائيل لتستمر في الحرب.

بينما النقطة الثانية تتعلق بمشكلة في تجنيد "الحريديم"، وهي أزمة تواجه الحكومة وتدفعها للتفكير في الخيار الصعب، وهو الدعوة لانتخابات مبكرة، حيث إن رئيس وزراء الاحتلال  نتنياهو مهدد من الناحية السياسية، واستطلاعات الرأي تضعه في المركز الثالث بعد كل من جانتس وبينيت، ما يجعل الحكومة الحالية متمسكة بكراسيها، خاصة في ظل غياب أي أفق سياسي أمامها.

أما النقطة الثالثة فهي الضغوط الداخلية الشديدة، خصوصًا من عائلات الأسرى الذين يشعرون بأن نتنياهو ضحى بكل شيء، حتى بأرواح أبنائهم، من أجل استمرار الحرب. هذه المشكلات الثلاثة تمثل جوهر الأزمة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، وهي السبب الرئيسي وراء تمسكها الشديد باستمرار الحرب.

واختتم العميد خالد عكاشة :" نترقب الآن ضغطًا أمريكيًا حاسمًا، فواشنطن وعدت الوسطاء، وتحديدًا القاهرة والدوحة، بأنها معنية بممارسة هذا الضغط للوصول إلى اتفاق".

تم نسخ الرابط