رسالة من القاهرة إلى الرباط، السيسي يشيد بالموقف المغربي من أمن مصر المائي

سلم الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال زيارته الرسمية للعاصمة المغربية الرباط، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتقديرًا للمواقف المغربية الداعمة لقضايا مصر القومية، وعلى رأسها قضية الأمن المائي.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لرسالة الرئيس السيسي إلى العاهل المغربي، وفقًا لآخر البيانات الرسمية المعلنة، وجاءت التفاصيل كالتالي:
تفاصيل رسالة الرئيس السيسي إلى العاهل المغربي
وجاء تسليم رسالة الرئيس السيسي إلى العاهل المغربي، خلال لقاء جمع وزير الخارجية بنظيره المغربي ناصر بوريطة، إذ عقد الطرفان جلسة مباحثات موسعة تناولت عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي والإقليمي. وقد نقل عبد العاطي تحيات القيادة السياسية المصرية إلى العاهل المغربي، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين وحرص القيادة المصرية على تعزيز التنسيق مع المغرب في مختلف القضايا.
وفي مؤتمر صحفي مشترك أعقب المحادثات، أكد وزير الخارجية المغربي أن أمن مصر المائي يعتبر جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مجددًا دعم بلاده الكامل للحقوق المشروعة لمصر في ملف سد النهضة، الذي يشكل أحد أبرز التحديات الإقليمية المرتبطة بتوزيع الموارد المائية في حوض النيل.
وشدد بوريطة، على أن المغرب ينظر إلى قضية مياه النيل باعتبارها قضية سيادية لمصر، يجب التعامل معها وفق قواعد القانون الدولي، مع التأكيد على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل رئيسي للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الاستقرار الإقليمي وتحفظ مصالح جميع الأطراف.
ومن جانبه، أعرب الدكتور بدر عبد العاطي، عن تقدير مصر للموقف المغربي الداعم، موضحًا أن الرسالة التي وجهها الرئيس السيسي للملك محمد السادس تعكس مدى أهمية تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات معقدة.
وشملت المحادثات بين الوزيرين أيضًا مناقشة آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والمغرب، إضافة إلى تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية، وتبادل الدعم في القضايا ذات الأولوية الوطنية والإقليمية، بما يعكس وحدة المواقف والرؤى بين البلدين الشقيقين.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى توحيد المواقف العربية، خاصة في ما يتعلق بقضايا الأمن المائي والطاقة ومكافحة الإرهاب، إذ اتفق الجانبان على أهمية تعزيز التشاور بين الدول العربية لإيجاد حلول جماعية ومستدامة لهذه التحديات، وضمان عدم المساس بسيادة أي دولة على مواردها الطبيعية.
كما أكد الوزيران خلال المؤتمر الصحفي على ضرورة تفعيل آليات العمل العربي المشترك، وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مؤسسات العمل العربي والإفريقي المشترك، بما يرسّخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة خارجية لوزير الخارجية، تهدف إلى تقوية علاقات مصر مع الدول الشقيقة والصديقة، وإعادة التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية القائمة على احترام سيادة الدول، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، والدفاع عن القضايا العربية في كافة المحافل الإقليمية والدولية.