رئيسة الأونروا بالقاهرة لـ"الأيام المصرية": مشهد توزيع المساعدات فوضوي ومهين لكرامة الفلسطينيين

قالت سحر الجبوري، رئيسة مكتب وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بالقاهرة، إننا رأينا بالأمس مشاهد موجعة في مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، تدافع فيها آلاف الفلسطينيين الذين قرصهم الجوع في محاولة يائسة للحصول على ما يسد رمقهم، لافتة إلى أن المشهد كان فوضوياً، مهينًا للكرامة، ومهددًا لسلامة الجميع. 

وأكدت سحر الجبوري في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن طريقة التوزيع لا تمثل فقط هدرًا للموارد، بل تُستخدم أيضًا كستار لحجب حجم الفظائع التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الجميع يعلم ان للمنظومة الإنسانية، وعلى رأسها الأونروا، نظام توزيع فعّال وخبرة ميدانية ممتدة لعقود وقدرة فعالة ومثبتة على الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة للمساعدة، ومن غير المقبول استبدال 400 نقطة توزيع تديرها الأونروا ووكالات الأمم المتحدة، وعشرات الآلاف من الكوادر الإنسانية المنتشرة في جميع أنحاء القطاع، بأربع نقاط وعشرات الأشخاص ممن يفتقرون لأي خبرة في العمل الإنساني والإغاثي.

وأضافت أنه رغم كل المحاولات، لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في منع الأمم المتحدة من توزيع الطرود الغذائية والدقيق مباشرة على الجوعى، مؤكدة أن الأمر الذي لا يهدد سلامة طواقمنا فحسب، بل ويعرّض حياة من نخدمهم من المدنيين للخطر، لا سيما وهم يعيشون واقعاً يسوده اليأس المطلق والتدفق الشحيح للمساعدات الذي لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.

وجددت رئيسة مكتب الأونروا بالقاهرة تأكيدها أن ضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم وآمن ودون عوائق هو السبيل الوحيد لوقف الانهيار الإنساني المتسارع، حيث إن هناك حاجة ماسة لدخول ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميًا تحت إدارة الأمم المتحدة، وعلى رأسها وكالة الأونروا، بغرض تلبية الاحتياجات المتفاقمة للسكان. 

واختتمت سحر الجبوري رئيسة مكتب وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بالقاهرة أنه يجب أن تتراجع الحسابات العسكرية والسياسية أمام أولوية إنقاذ الأرواح، فقد تجاوزت الأزمة حدود احتمال البشر، ولم يعد بإمكان السكان المنكوبين الانتظار لحظة أخرى.