باحث لبناني لـ"الأيام المصرية": سلاح حزب الله يشكل عقبة أمام بناء دولة قانون

قال الدكتور عبد الله نعمة المحلل السياسي اللبناني إن في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها لبنان تتزايد المؤشرات على أن الفرصة الأخيرة التي يمنحها المجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية للبنان باتت مهددة بشكل جدي بسبب المماطلة الداخلية ،وتضيع الوقت في ملفات ثانوية لا تمس جوهر الأزمة.
وأوضح الدكتور عبد الله نعمة في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن سياسة المرونة الأمريكية اتجاه لبنان دعم مشروط لا مفتوح، حيث اعتمدت الولايات المتحدة مقاربة مرنة تجاه بيروت، جمعت بين الضغط السياسي والدبلوماسي وبين تفهم بعض التعقيدات اللبنانية، لا سيما في ما يتعلق بملف سلاح حزب الله، الذي يعد من أعقد القضايا في لبنان وأكثرها ارتباطا بالتوازنات الإقليمية والدولية.

وأضاف نعمة أن المرونة الأمريكية ليست مطلقة بل مشروطة بسلوك الدولة اللبنانية، فواشنطن تتعامل مع لبنان كدولة يجب أن تستعيد سيادتها كاملة، وأن تطبق دستورها وتلتزم بالقرارات الدولية على رأسها القرار
1701 الذي ينص صراحة على حصر السلاح بيد الدولة ،هذا القرار الذي وافق عليه الثنائي الشيعي حزب الله والرئيس نبيه بري برعاية أمريكية وفرنسية ودولية ووقعت عليه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المحسوبة على الفريق الثنائي الشيعي بلبنان.
وأكد أن اليوم رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ينفذون قرار وقف إطلاق النار والقرار 1701 ينفذون ما وقعه ووافق عليه حزب الله ، وبالتالي لم يعد هناك ذريعة.
وتابع أن الخصوصية اللبنانية لم تعد كافية لعدم احترام السيادة اللبنانية، ولا يخفى أن جوهر كل هذه المراحل يكمن في مسألة السلاح غير الشرعي وتحديداً سلاح حزب الله الذي بات يشكل العقبة الأساسية أمام بناء دولة قانون ومؤسسات، ولا يمكن بناء دولة تستباح فيها السيادة من جهة الداخل، لا نريد خطف الدولة نحو محاور لا يريدها أغلب اللبنانيين.

وأردف أن لا يجب تهميش القرار الوطني، فالوقت ينفذ ويجب أن لا تضيع لفرصة الأخيرة قبل الانهيار الشامل ويجب الافتقار إلى القرار السياسي الحاسم.
د. عبد الله نعمة: لبنان أمام فرصة نادرة لم تتكرر ويجب التحرك فورًا
واختتم المحلل السياسي اللبناني الدكتور عبد الله نعمة أن لبنان أمام فرصة نادرة لم تتكرر ، والمطلوب التحرك فوراً لإثبات الجدية أمام المجتمع الدولي، وعدم انتظار تسويات اقليمية لن تأتي بسهولة.