ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة، أيام مباركة وأجر عظيم

تبدأ العشر الأوائل من شهر ذي الحجة 1446هـ، وهي من أفضل الأيام التي أقسم الله بها في القرآن الكريم بقوله: «وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، لما تحمله من أجر عظيم ومكانة خاصة في الإسلام، ومع اقتراب هذه الأيام، يتساءل المسلمون، ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
أجمع العلماء على أن العشر الأوائل من ذي الحجة أيام مباركة يتضاعف فيها الأجر، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من العمل الصالح فيها، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”.
قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه البخاري]، واجتمعت في هذه الأيام أمهات العبادات: الصلاة، الصيام، الصدقة، والحج، وهو ما لا يتوفر في غيرها من أيام السنة.

حقيقة ما يقال عن أحداث كل يوم من العشر
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي روايات منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم حول أحداث وقعت في كل يوم من الأيام العشر، مثل مغفرة ذنوب آدم في اليوم الأول، واستجابة دعاء زكريا في اليوم الثالث، وولادة سيدنا موسى في اليوم الخامس، وغيرها.
الأزهر الشريف: لا أصل لهذه الأحاديث
أكد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأحاديث المتداولة عن أحداث كل يوم في العشر الأوائل من ذي الحجة لا أصل لها من الصحة، وهي ليست مروية بسند موثوق عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وشدد على ضرورة التحقق من صحة الأحاديث قبل تداولها، محذرًا من الاعتماد على روايات ضعيفة أو منسوبة كذبًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
العبادات المستحبة في عشر ذي الحجة
وفي ظل مكانة هذه الأيام، حث العلماء على الاجتهاد في الطاعات، وبيّنت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية فضل هذه الأيام، مشيرة إلى مجموعة من الأعمال التي يستحب الإكثار منها:
- الصيام: صيام التسعة أيام الأولى (اليوم العاشر عيد الأضحى لا يصام)، وصيام يوم عرفة تحديدًا له أجر عظيم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» [رواه مسلم].
- الذكر والتكبير والتهليل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه أحمد]، ويشرع التكبير المطلق والمقيد خلال هذه الأيام، خاصة بعد الصلوات.
- قراءة القرآن والدعاء والاستغفار
- التوبة الصادقة وترك الذنوب
- الأضحية لمن استطاع: تذبح بعد صلاة العيد، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- أداء صلاة العيد
- صلة الرحم، والصدقة، وبر الوالدين، وإدخال السرور على الناس

حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
أجمع العلماء على أن صيام هذه الأيام مستحب، خاصة يوم عرفة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصومها، كما قالت السيدة حفصة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" [رواه أبو داود].
قال الحافظ ابن حجر: "السبب في فضل هذه العشر هو اجتماع أمهات العبادات فيها، وهي لا تجتمع في غيرها من الأيام."