الإسعاف المصري، مرور 123 سنة على تأسيس مرفق "بتوع الشوطة"

يمر اليوم 123 عاما، على إنشاء "الإسعاف المصري"، بدأت فكرة قيام الموسسة لمواجهة الطوارئ، في 26 من مايو عام 1901 بقيادة بيترو فازاي الإيطالى الجنسية.
قام فازاي في 21 من يوليو عام 1902، بنشر نداءًا موجهًا إلي جميع الجنسيات، من أجل التكاتف لإقامة هذه المؤسسة، عندما هاجمت الكوليرا مدينة الإسكندرية عام 1902، وأطلق عليهم “بتوع الشوطة”، فتأثر الجمهور بهذه الفكرة، وتم تشكيل لجنة لدراسة تنفيذ الفكرة.
وفي أول أغسطس 1902، قامت اللجنة المؤقتة بعمل دعاية علي صفحات الصحف بين أعضاء الجاليات الأجنبية والمصريين، لحضور إجتماع مخصص لإقامة مؤسسة اجتماعية دولية خاصة بالإسعاف، بدار الجامعة الشعبية الحرة، في 3 أغسطس عام 1902.
كان مقر أول إسعاف بالإسكندرية، هو عبارة عن مجموعة دكاكين بـ شارع الكنيسة الأمريكية، بدأت العناصر الأولي للمتطوعين تمارس دورها، تحت اسم: الجمعية الدولية للإسعافات الصحية العاجلة، وتم إصدار قانون لتنظيم أعمال الجمعية.

في عام 1904 عدلت الإسعاف من لوائحها وأدخلت بنوداً جديدة، فأعطت للسيدات حق الإشتراك في الجمعية والتصويت والإنتخابات، وبلغ عدد المشتركين في الجمعية عام 1908 ( 432 ) عضوًا، وزاد إلى (414) عضوًا عام 1909.
انتخب د. سلامة عضواً بمجلس الإدارة عام 1908 ثم الدخاخني بك عام 1909 ثم محمد أيوب بك عام 1910، فأصبح عدد المصريين في مجلس الإدارة ثلاثة أعضاء، وبلغ عدد المتطوعين في الجمعية عام 1910 ستة وثلاثين متطوعًا.
أدي قيام الحرب العالمية الأولي عام 1914، إلى حدوث انقسام بين مؤسسي الجمعية، وأصبح محمد يكن باشا، أول رئيس مصري للجمعية عام 1914.

وخلال رئاسة أحمد زيور باشا رئاسة جمعية الإسعاف (1915-1917) شغل مصريون آخرون عضوية مجلس إدارتها، فانتخب محمد بك الديب، عضوًا بها عام 1915، وكذلك محمد بك حبيب عام 1916 .
فى عام 1918 تولى رئاسة الجمعية د.لانيس، ثم أحمد مدحت يكن محافظ الإسكندرية عام 1919، رئيسًا فخريًا للجمعية.
تولى جوستاف ميليلى رئاسة الإسعاف عام 1920، وتلاه دافيد باجى (1921-1923)، وفى عام 1921 بلغ عدد الأعضاء المنضمين للجمعية 615 عضوًا، مقابل 592 فى العام السابق، ثم تقلص عددهم عام 1924 إلى 489 عضوًا.

فى 14 من ديسمبر 1924، تم تأسيس اتحاد فى القاهرة، تحت رعاية الملك فؤاد الأول، وأطلق عليه "الاتحاد الملكى لجمعيات الإسعاف العمومية بالقطر المصرى" ضمت القاهرة والإسكندرية وطنطا والمنصورة.
بدأ الإسعاف منذ عام 1937، يسير في اتجاه التمصير، وأخذ الطابع الوطني الصميم بعد أن ظل أربعة وثلاثين عامًا يغلب عليه الطابع الأجنبي.
انتهت سياسات الإسعاف بعد معاهدة عام 1936 واتفاقية مونترو عام 1937 إلى التخلص من سيادة الطابع الأجنبى للإسعاف، كما ظلت الإسعاف بالإسكندرية تحمل اسم "جمعية الإسعاف الطبية المختلطة" وهو اسم يدل على استمرار طغيان الطابع الأجنبى على تشكيل الإسعاف.

تحول الإسعاف من الطابع الأهلى الاجتماعي، إلى الطابع الذى يغلب عليه الشكل الحكومى الرسمى، بصدور القانون (49) لسنة 1945، الخاص بالجمعيات الخيرية وإخضاعها لإشراف جهاز المحاسبات، لأنها أصبحت تتلقى معونات من الحكومة.
بدأت وزارة الشئون الاجتماعية، تنظيم عمل الجمعيات عام 1952، بإصدار القانون رقم (4)، وتعديل أحكام القانون رقم ( 49 ) لسنة 1945 بصدور القانون ( 357 ) لسنة 1952 الخاص بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية.
وبصدور اللائحة الخاصة بإدارة الإسعاف بالقرار ( 346 ) لسنة 1961، عقب تطبيق الحكم المحلي أنيط بلجنة الإدارة بالهلال الأحمر إدارة الإسعاف، وتصريف شئونه وإصدار القرارات اللازم، ثم التطورات التى شهدتها مصر عام 1964 بتطبيق النظام الاشتراكي.

في عام 1966 أصبحت الإسعاف فى كنف وزارة الصحة، بصدور القانون رقم (403) لسنة 1966 وهو اللائحة التنفيذية للقانون رقم 8 لسنة 1966 والذى نظم المرافق تنظيما إداريًا وماليًا.
صدر قرار رئيس مجلس الوزراء، رقم 707 لسنة 1979، باصدار اللائحة التنفيذية لقانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979، باستمرار اشراف المحافظة على الاسعاف الطبي، وتقوم وزارة الصحة بمتابعة الأداء والدعم الفني والمالي للمرافق بالمحافظات المختلفة .
عام 1978 دخلت خدمة الاتصالات اللاسلكية، لأول مرة لمرافق الإسعاف، بعد أن أصبح خاضع لوزارة الصحة، وذلك بمحافظتي القاهرة والإسكندرية، عن طريق هيئة المعونة الأمريكية، لـ الربط مع بعض المستشفيات.
عام 1982 تم استكمال القاهرة والجيزة وإضافة محافظات – قنا – الغربية- بورسعيد – الإسماعيلية، وفي عام 1986 تم إضافة بعض المحافظات، إلي الشبكة اللاسلكية وهي شمال سيناء- جنوب سيناء- السويس- دمياط- البحر الأحمر.
وجميع هذه الشبكات السابقة كانت تعمل بالنظام التقليدي، وبصورة مستقلة لكل محافظة كما تم في المرحلة الثالثة، تشغيل مجموعة من الأجهزة بعيدة المدي في شمال وجنوب سيناء .
عام 1996 قامت وزارة الصحة بتحديث وتطوير الشبكة، لتعمل بنظام الترنك اللاسلكي EDACS، ثم الاستفادة من الشبكة القومية للاتصالات بجميع أنحاء الجمهورية، عدا محافظات شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر والوادي الجديد، حيث ظلت تعمل بالنظام التقليدي.
وفي عامي 2003 -2004 تم شراء 446 جهاز لاسلكي ثابت، وسيارة لاستكمال الاحتياجات، وخلال عام 2005 تم تنفيذ أول نواة لمشروع التتبع الآلي لسيارات الإسعاف بمحافظة الإسكندرية، من خلال الشبكة القومية للاتصالات اللاسلكية.