الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

جوازات سفر مزورة وأجهزة إرسال، أبرز محتويات أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

قصة إيلي كوهين أشهر
قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي

أعلنت إسرائيل عن استعادة أرشيف سري ضخم يعود للجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، والذي كان قد وصل إلى أعلى المناصب غير الرسمية داخل النخبة الحاكمة في سوريا خلال ستينيات القرن الماضي قبل أن يكتشف أمره ويعدم في ساحة المرجة بدمشق عام 1965.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن جهاز الموساد وبالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، تمكنا من تنفيذ عملية سرية بالغة التعقيد، أسفرت عن استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت محفوظة ضمن ما يعرف بالأرشيف السوري الرسمي المتعلق بكوهين. 

قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي

وثائق ووصايا وأسرار من داخل دمشق

يحتوي الأرشيف الذي ظل محفوظًا لعقود تحت حراسة مشددة داخل سوريا على آلاف المواد التي تكشف تفاصيل مذهلة عن نشاط كوهين الاستخباراتي في العمق السوري، ومن أبرز ما استعادته إسرائيل وصية كتبها إيلي كوهين قبل إعدامه، وتسجيلات صوتية ومضابط استجوابات أجراها الأمن السوري مع كوهين ومع مقربين منه، ورسائل كان يوجهها لعائلته في إسرائيل، وصور له مع كبار المسؤولين السوريين، وجوازات سفر مزورة، وأدوات اتصال وأجهزة إرسال، ودفاتر ملاحظات ويوميات تفصيلية حول مهامه ضمن الموساد، وملف خاص باسم زوجته نادية كوهين تضمن تقارير مراقبة حملتها للمطالبة بالإفراج عنه.

من هو إيلي كوهين؟

ولد إيلياهو شاؤول كوهين في 26 ديسمبر 1924 بمدينة الإسكندرية في مصر لعائلة يهودية من أصول سورية هاجرت من مدينة حلب، انخرط في الحركة الصهيونية في سن مبكر وانضم لمنظمة الشباب الصهيوني عام 1944، وعمل على تهجير يهود مصر إلى إسرائيل بعد قيام الدولة عام 1948.

وكادت فضيحة لافون عام 1954 أن تطيح به بعد تورطه في عمليات تخريبية ضد منشأت أمريكية في مصر، لكن السلطات المصرية أطلقت سراحه بعد فشلها في إثبات التهم، وهاجر كوهين إلى إسرائيل في 1955 وبعد محاولات عدة انضم رسميًا إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد ضمن الوحدة 131.

 

قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي

قصة صعود الجاسوس كامل أمين ثابت

وفي عام 1961 جند الموساد كوهين وأعد له هوية مزيفة باسم كامل أمين ثابت، وهو رجل أعمال سوري يعيش في الأرجنتين ويرغب في العودة إلى وطنه الأم، ومن خلال هذه الشخصية تمكن من بناء شبكة علاقات قوية مع الجالية السورية في الأرجنتين، وانتقل إلى سوريا عام 1962 واستقر هناك، وسرعان ما أصبح أحد أبرز الشخصيات المقربة من حزب البعث، وقدم كوهين معلومات حيوية عن الجبهة السورية، خطط الدفاع في القنيطرة، وصفقات السلاح الروسي وأماكن تمركز القوات.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن معلوماته ساعدت الجيش الإسرائيلي في تحقيق تفوق استراتيجي خلال حرب يونيو 1967.

كشف الهوية وسقوط القناع

وفي 12 يناير 1965 داهمت المخابرات السورية شقة كوهين في حي أبو رمانة بدمشق بعد تعقب إشارات لاسلكية مصدرها المبنى، ولكن الأسباب التي أدت إلى كشف أمره لا تزال محل جدل وتتعدد الروايات، من بينها سيارة رصد سورية التقطت إشارات تشويش، والسفارة الهندية اشتكت من تشويش على أجهزتها بجانب شكوك أثارها الجاسوس المصري رأفت الهجان (رفعت الجمال)، الذي تواصل مع السوريين بشأن كامل أمين ثابت، وتم القبض عليه متلبسًا، وأقر خلال التحقيق بانتمائه للموساد وأعدم شنقًا في ساحة المرجة بدمشق بتاريخ 18 مايو 1965.

قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي

صراع على رفات إيلي كوهين

وعلى الرغم من مرور أكثر من ستة عقود لم تتوقف إسرائيل عن المطالبة باستعادة رفات إيلي كوهين، وأعلنت عائلته عام 2019 عن محاولة فاشلة قام بها الموساد للعثور على مكان دفنه داخل سوريا، وسط أنباء عن نقله لعدة أماكن سرية، ولم يعلن الموساد عن نتائج التحقيقات لكن تم تداول إفادات صوتية لشقيق كوهين الراحل تضمنت تفاصيل عن عمليات البحث ومكان الدفن المحتمل.

إيلي كوهين في عيون الإسرائيليين والعرب

وتصف إسرائيل كوهين بالبطل القومي وتدرس سيرته في الأكاديميات العسكرية والاستخباراتية، أما في الدول العربية ينظر إليه كأحد أخطر الجواسيس الذين اخترقوا العالم العربي.

وأثارت قضيته مقارنات مع جواسيس آخرين حول العالم:

  • رأفت الهجان: العميل المصري في تل أبيب الذي أمد مصر بمعلومات عن حرب 67 وخط بارليف.
  • جمعة الشوان: عميل مزدوج خدع الموساد وأفاد المخابرات المصرية بمعلومات حساسة.
  • جورج بليك: الجاسوس البريطاني الذي عمل لصالح الاتحاد السوفيتي.
  • ماتا هاري: راقصة هولندية تحولت إلى أشهر جاسوسة خلال الحرب العالمية الأولى.
قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي

وتشير عملية استعادة أرشيف إيلي كوهين إلى التزام إسرائيل المستمر بكشف خفايا الماضي، وتوظيف الذاكرة الاستخباراتية كأداة سياسية، ولكن هذه الوثائق رغم رمزيتها تذكر أيضًا بتاريخ من الصراع الخفي بين أجهزة المخابرات العربية والإسرائيلية صراع لم ينتهي بعد، وتبقى قضية كوهين واحدة من أكثر قصص التجسس تعقيدًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط.

تم نسخ الرابط