الصين تكشف عن تقنيات مراقبة متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي في أكبر معرض لمعدات الشرطة

شهد المعرض الدولي الثاني عشر لمعدات الشرطة في الصين، الذي اختتم السبت 17 مايو، عرضًا واسعًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المخصصة لتعزيز قدرات قوات الأمن، وشارك في المعرض، الذي يعد الأضخم من نوعه في البلاد، مئات الموردين من معاهد بحثية تابعة لوزارة الأمن العام وشركات خاصة، تنافسوا على تقديم أحدث الابتكارات التي تستهدف تحسين الأداء الأمني ومراقبة الأنشطة الرقمية.
الذكاء الاصطناعي في صميم تقنيات الأمن الجديدة
برز الذكاء الاصطناعي كالعنصر الأبرز في المعرض، حيث تم عرض تقنيات تعتمد على نماذج لغوية كبيرة (LLMs) لتحليل البيانات الجنائية، والتعرف على الأنماط السلوكية المتطرفة، والتنبؤ بالحوادث المحتملة، ومن بين التقنيات المتقدمة المعروضة، نموذج طوره "معهد الأبحاث الثالث" التابع لوزارة الأمن العام لتحليل سلوك الأفراد عبر بيانات التسوق والبحث ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي.

مراقبة تطبيق تليجرام وكشف مستخدمي الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)
عرض المعهد نفسه أداة ذكاء اصطناعي جديدة زعم أنها قادرة على مراقبة نشاطات تليجرام، لا سيما الحسابات المسجلة بأرقام صينية، والتي تخضع لنظام الأسماء الحقيقية، وذكرت الجهات العارضة أن الأداة قامت بمراقبة أكثر من 70 مليون حساب و390 ألف مجموعة وقناة، وجمعت ما يزيد عن 30 مليار رسالة.
كما تم الكشف عن أداة طورتها شركة تكنولوجيا من نانجينج قادرة على كشف استخدام شبكات VPN، وهو ما يعد حاسمًا نظرًا لأن الوصول إلى تليجرام في الصين يتطلب غالبًا تجاوز الحجب عبر VPN.
مكافحة "الهجمات الفردية" والتطرف باستخدام تقنيات التنبؤ
وفي ضوء تصاعد "الهجمات الفردية" خلال العام الماضي، مثل الهجوم الدامي في نوفمبر 2024 بمدينة تشوهاي، شددت السلطات الصينية على تطوير أدوات تحليل استخباراتي متعدد الأبعاد لرصد مؤشرات التطرف الفردي.
وقال معهد الأبحاث الثالث إن هذه التقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد سلوكيات غير طبيعية تمهيدًا لاتخاذ إجراءات استباقية.

تحقيقات جنائية ذكية واستجواب نفسي فوري
عرضت شركات صينية أدوات متطورة تُستخدم في التحقيقات الجنائية الرقمية، وتحليل الأدلة في مسارح الجريمة، وتقديم الدعم لوحدات الأمن العام، كما أعلنت شركة مقرها بكين عن تقنية جديدة تقوم بإجراء اختبارات نفسية فورية على المشتبه بهم، مما يساعد في ما وصفته بـ"الاستجواب الذكي" واختراق الدفاعات النفسية بسرعة وكفاءة.
ضوابط صارمة لحضور المعرض وحماية سرية المنتجات
فرضت الجهات المنظمة للمعرض إجراءات صارمة لحضور الزوار، تضمنت استخدام رموز QR، وإدخال معلومات الهوية الحقيقية، واجتياز فحص أمني، وتم تقييد التصوير لبعض المنتجات، بينما سمح فقط لضباط الشرطة بالوصول الكامل إلى الأدلة الفنية لبعض التقنيات، ورفع شعار لافت في المعرض يقول: "بدون أمن سيبراني، لا يوجد أمن وطني"، في إشارة إلى أولوية الحكومة في تأمين المجال الرقمي.

قانون حماية أسرار الدولة وتعزيز الابتكار الأمني
يأتي هذا التحول الكبير في إطار تعديلات قانون حماية أسرار الدولة التي دخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2024، والتي تشجع على الابتكار الأمني، وتعد بمكافآت لمن يساهم في تطوير تقنيات سرية فعالة.
شركات كبرى تنضم للسباق التكنولوجي الأمني
شاركت في المعرض أيضًا شركات تقنية صينية عملاقة مثل هواوي، وهيكفيجن، وآي فلاي تيك، حيث عرضت نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لمهام الشرطة، تؤكد على تحول الذكاء الاصطناعي إلى عنصر أساسي في عمل أجهزة الأمن الصينية مستقبلًا.
يظهر معرض الصين الدولي لمعدات الشرطة أن الذكاء الاصطناعي أصبح في صلب استراتيجيات الأمن القومي الصيني، سواء في مكافحة الجريمة، أو مراقبة الإنترنت، أو التنبؤ بالسلوك المتطرف، ومع استمرار تطوير هذه التقنيات وتوسيع الإطار القانوني الداعم لها، يبدو أن مستقبل الأمن في الصين سيكون أكثر شمولًا وتكنولوجيًا من أي وقت مضى.