أخيرا سنستريح

أخيرا سنستريح، يؤسفني ويحزنني أن يحرم أساتذة الشريعة الإسلامية في كل الجامعات من حق الفتوى، وهم الذين يعلمون المفتين الذين شملهم القانون الجديد الفقه وعلوم الفتوى، والحقيقة أنهم هم الذين جنوا على أنفسهم، بسبب جرأة بعضهم على الفتوى التي تكون في بعض الأحيان سببا للفتن و إحداث القلاقل في المجتمع وتكدير صفوه، وذلك اعتمادا منهم على أنهم هم العلماء، وأن أُسْتَاذِيَّتهم في الجامعة حصانة لهم تجعلهم فوق المساءلة والمحاسبة.
وأعتقد أن فتاوى بعضهم الشاذة هي التي حركت الدولة لوضع قانون لتنظيم الفتوى، وتحديد الشخصيات التي من حقها إصدارها، وقد أحسنت الدولة فيما قررت؛ لأنها دفع الضرر مقدم على جلب المنافع.. الحمد لله.
أخيرا صدر القانون الذي انتظرناه طويلا، ليريحنا من ظهور وجوه عثرة، كالحة لا تعرف ضوابط الفتيا، ولا خطورتها، وترى في نفسها- غرورا وإعجابا بالذات - أنها من مجتهدي ومجتهدات هذا العصر والمجددين في الإسلام
وأخيرا: الشكر والامتنان لـ الإمام الأكبر، ومؤسسة الأزهرالشريف؛ لموقفها الحاسم والحازم من القانون، والشكر موصول لمعالي وزير الأوقاف الذي يأبى إلا أن يكون الأزهر هو المسئول الأول عن الفتوى، ولم يسمح لفئات ضالة تحاول- ما وسعها الجهد- أن توقع الفتنة بين مؤسسات البلد مستغلين ما أشيع - كذبا وزورا- بأن هناك خلافا عميقا بين الأزهر والأوقاف، والشكر موصول لمجلس النواب وبخاصة اللجنة الدينية على الاستجابة لكل طلبات الأزهر الشريف.