شاهد بالفيديو، سيدة تروي تفاصيل واقعة اغتصاب جماعي لنساء أمام أبنائهن

تتعرض النساء والفتيات في السودان حاليًا، لأشرس عملية إجرامية ضمن حوادث الاغتصاب الجماعي، على يد قوات الدعم السريع، منذ تصاعد النزاع المسلح مع القوات المسلحة السودانية في أبريل 2023.
تكشف السطور التالية، أهم عمليات الاغتصاب الجماعي الموثقة، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، الصادر في أبريل 2025، حيث تسرد وقائع تعرض 36 امرأة وفتاة لعملية اغتصاب جماعي، انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وترقى إلى جرائم حرب.
في البداية، تؤكد "حميدة" أرملة – 30 عامًا، ناجية من عملية اغتصاب جماعي، في ود مدني بولاية الجزيرة، تقول: "جاء أربعة جنود من قوات الدعم السريع لمنزلي، وأمسك بي واحد منهم وقال إنّه يريد أن يغتصبني."
"حاولت أقاوم، ضربني ببندقيته وهددني بأنه سيغتصب ابنتي الصغيرة إذا قاومت، وقيَّد اثنان منهم يديّ وجرّداني من ملابسي، ثم اغتصبني ثلاثة منهم، على مرأى من ابنتي، كان ذلك مهينًا، لم أتوجه لأي مستشفى حتى لا يعرف أي شخص بالحادثة."
ولا يزال النزاع المسلح المتصاعد في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023، يُلحِق آثارًا وخيمة ومدمرة بالمدنيين ويُهلِك البلاد. فقد لقي عشرات الآلاف من الأشخاص حتفهم في خِضَم النزاع وأُصيب كثير آخرين.

وفَرَّ أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم، من بينهم 8.6 مليون شخص نزحوا داخليًا، ولاذ أكثر من ثلاثة ملايين آخرين بالفرار كلاجئين إلى البلدان المجاورة، حيث يعيشون في ظل ظروف مُزرية، يشهد السودان حاليًا أكبر أزمة نزوح في العالم.
في هذا التقرير، توثق منظمة العفو الدولية 16 حادثة اغتصاب، وأشكال من العنف الجنسي ارتكبها عناصر قوات الدعم السريع، على خلفية النزاع بحق نساء وفتيات في الخرطوم وبلدات وقرى أخرى في ولاية الجزيرة، وولايات في شمال وجنوب دارفور.
وتتضمن هذه الحوادث 11 حادثة اغتصاب فردي وجماعي، وقعت بحق 36 امرأة وفتاة، وحادثة استعباد جنسي لامرأتين، وحادثتي اعتداء جنسي على أربع نساء وفتيات. ووقعت جميع حالات الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى بين 17 أبريل 2023 وأواخر أكتوبر 2024.

مارست قوات الدعم السريع العنف الجنسي، على نطاق واسع في بلدات وقرى في السودان لإذلال وإهانة المجتمعات المحلية، وإحكام سيطرتها عليها، وتهجير أفرادها.
ووفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات، تعرضت النساء والفتيات في الخرطوم والمدن المثيلة لها، مثل بحري وأم درمان، للاغتصاب الفردي والجماعي على أيدي جنود قوات الدعم السريع.
اغتصبوا النساء والفتيات داخل منازلهن، أو اختطفوهن واغتصبوهن في أماكن سكنية يقيم بها الجنود، وتعرّضت عاملات التمريض للاغتصاب الفردي والجماعي، كما قتلت امرأتان قاومتا محاولة اغتصابهما.
ولإعداد هذا التقرير، وثقت منظمة العفو الدولية حالتين أخضع فيهما عناصر من قوات الدعم السريع امرأتين في الخرطوم لظروف الاستعباد الجنسي؛ وقد وقعتا في الَأسر لعدة أيام، وكانت إحداهما أسيرة لأكثر من 30 يومًا.

وفي ولاية الجزيرة، تعرض خمس نساء وفتيات للاغتصاب الفردي والجماعي، في منازلهن على أيدي عناصر قوات الدعم السريع؛ في حضور أفراد أسرهن، بعد سرقة المقتنيات الثمينة بالمنزل.
وقتل جنود قوات الدعم السريع امرأة بالرصاص، بعدما تعرضت لاغتصاب جماعي، وفي حالة أخرى، أنجبت امرأة طفلًا بعدما اغتصبها جندي من قوات الدعم السريع، فهجرها زوجها بعد ذلك.
وتعرضت نساء وفتيات في إقليم دارفور أيضًا للاغتصاب الفردي والجماعي، على أيدي عناصر قوات الدعم السريع.
ففي 2023، خلُصت منظمة العفو الدولية إلى أن عناصر قوات الدعم السريع والمليشيات الموالية لها اغتصبوا نساءً وفتيات في دارفور ومارسوا أشكالًا أخرى من العنف الجنسي بحقهن.

ووثقت منظمة العفو الدولية، حوادث اغتصاب فردي وجماعي واعتداء جنسي لنساء وفتيات، من بينهن نازحات داخليًا وحوامل، وفي إحدى الحالات، اغتصب عناصر من قوات الدعم السريع 20 امرأة وفتاة بشكل جماعي، في قرية أم شنبات بشمال دارفور.
إضافةً إلى الاغتصاب الفردي والجماعي، مارس جنود قوات الدعم السريع أيضًا أشكالًا أخرى من التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة.
تأتي أعمال العنف الجنسي وغيره من أشكال العنف الأخرى التي يمارسها عناصر قوات الدعم السريع على نطاق واسع في خِضَم النزاع الحالي، على خلفية عقود ينعم فيها الجناة بالإفلات من العقاب على مثل هذه الجرائم.

وتعاني الناجيات من العنف الجنسي من إصابات بدنية وصدمات نفسية ومشكلات صحية، من بينها آلام في الكلى وعدم انتظام دورات الحيض وصعوبات في المشي، وعانت بعض الناجيات من صدمات نفسية، وأُصِبنَ بفقدان عرضي للذاكرة بسبب تعرضهن للاغتصاب.
المغتصبات الناجيات لم تلقي أي خدمات صحية، أو إبلاغ السلطات بسبب استمرار أعمال القتال، علاوةً على خوفهن من التعرُّض لأعمال الانتقامية، كما أن نحو %80 من المستشفيات تقع في المناطق المتضررة من النزاع الدائر في السودان.
ويستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع 30 شخصًا، من بينهم 16 ناجية من العنف الجنسي، وخمسة من أقرباء الناجيات، وخمسة محققين في مجال حقوق الإنسان، يراقبون النزاع الدائر في السودان، في الفترة بين 18 نوفمبر 2024 و28 فبراير 2025، في مستوطنة كيرياندونجو في أوغندا، التي تأوي آلاف اللاجئين السودانيين.
يوثق التقرير العنف الجنسي الذي مارسته قوات الدعم السريع، بحق النساء والفتيات بين أبريل 2023، حينما نشبت أعمال القتال في السودان، وأواخر أكتوبر 2024، ويركّز فقط على حالات وقعت في الخرطوم، وولاية الجزيرة، وولايات شمال وجنوب إقليم دارفور.
وفي 24 مارس 2025، بعثت منظمة العفو الدولية، برسالة مكتوبة إلى قوات الدعم السريع لإطلاعها على النتائج التي توصلت إليها، طالبةً منها تقديم معلومات حول سلوك عناصرها فيما يتعلق بمزاعم محددة موثقة في هذا التقرير، لكنّها لم تتلقّ ردًا حتى وقت النشر.