نيسان تعلن تسريح 20 ألف موظف وإغلاق 7 مصانع عالميًا بعد خسائر تاريخية

أعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات عن خطة إعادة هيكلة جذرية تشمل تسريح 20 ألف موظف حول العالم، وإغلاق سبعة مصانع بحلول العام المالي 2027، في محاولة لمواجهة تدهور كبير في الأداء المالي وتراجع حاد في المبيعات، خاصة في السوقين الصيني والأمريكي.
خسائر سنوية قياسية وتصاعد الأزمة بعد فشل الاندماج مع هوندا
وسجلت الشركة خسارة سنوية قدرها 670.9 مليار ين (ما يعادل 4.5 مليار دولار) للسنة المنتهية في مارس 2025، وهي أكبر خسارة منذ إنقاذها من الإفلاس على يد شركة رينو الفرنسية قبل أكثر من 25 عامًا، وامتنعت الشركة عن إصدار توقعات للأرباح التشغيلية للسنة المالية المقبلة، مشيرة إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية.

وتفاقمت أزمة نيسان بعد انهيار مفاوضات الاندماج مع شركة هوندا في فبراير الماضي، والتي كانت تهدف إلى إنشاء رابع أكبر شركة سيارات في العالم بقيمة سوقية تصل إلى 60 مليار دولار، وعقب فشل الصفقة، تمت إقالة الرئيس التنفيذي السابق ماكوتو أوتشيدا، وتعيين إيفان إسبينوزا خلفًا له، والذي أبدى حزمًا أكبر في التعامل مع الأزمة.
إعادة هيكلة جذرية بقيادة إسبينوزا
أكد إسبينوزا، في أول مؤتمر صحفي له منذ توليه المنصب، أن نيسان بحاجة إلى "تحسين ذاتها بإلحاح وسرعة"، وأوضح أن ثلثي الوظائف التي ستلغى في الجولة الأخيرة ستشمل قطاع التصنيع، بينما تتوزع باقي الوظائف على مجالات الإدارة والمبيعات والبحث والتطوير والعقود المؤقتة.
المصنع البريطاني في سندرلاند يواجه الغموض
ورغم إعلان الشركة عن إغلاق سبعة مصانع، لم تكشف نيسان عن مواقعها بعد، ما يثير مخاوف بشأن مصير مصنعها في مدينة سندرلاند البريطانية، الذي يوظف نحو 6,000 عامل.

تراجع في الأسواق الرئيسية والطلب على الطرازات القديمة
وتعاني نيسان من تراجع في الطلب على طرازاتها القديمة، خاصة في الصين، التي أصبحت أكبر منتج عالمي للسيارات الكهربائية، حيث فشلت الشركة في مجاراة المنافسين المحليين مثل BYD، كما أن الخصومات الضخمة في السوق الأمريكية لم تنجح في إنقاذ المبيعات، وسط ارتفاع الفائدة والتضخم.
الرسوم الجمركية الأميركية تزيد الطين بلة
أكدت نيسان أن الرسوم الجمركية الأميركية ستكلفها نحو 450 مليار ين، مع احتمال تسجيل خسارة تشغيلية قدرها 200 مليار ين في الربع الأول فقط، وتشكل الصادرات من اليابان والمكسيك نحو 45% من مبيعات نيسان في السوق الأمريكية، مما يجعلها عرضة بشدة لهذه السياسات.
وفي تطور مرتبط، أعلنت شركة رينو الفرنسية، التي تمتلك حصة 36% في نيسان، أنها تتوقع خسارة قدرها 2.2 مليار يورو (2.4 مليار دولار) في صافي دخلها للربع الأول، نتيجة تدهور أداء نيسان.

ورغم فشل صفقة هوندا، قال إسبينوزا إن الشركة ما زالت تسعى لإقامة شراكات جديدة، مشيرًا إلى إمكانية التعاون مع هوندا، ميتسوبيشي، وحتى فوكسكون التايوانية، التي أبدت اهتمامًا بتجميع المركبات الكهربائية في اليابان.